كتاب أسرار الآثار النبوية

أسرار الآثار النبوية

أدلة شرعيةٌ وحالات شفائيةٌ
وصورٌ نادرةٌ للآثار المحمدية

جمع وإعداد
الشريف الشيخ أبي الفضل عماد الدين جميل حليم الحسيني
رئيس جمعية المشايخ الصوفية

شركة دار المشاريع


ملتزم الطبع
شركة دار المشاريع للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة الأولى
1427هـ-2007م


إضاءة


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى ءاله الطاهرين وصحابته الميامين، وبعد:

يقول الله تبارك وتعالى: {إنَّ الدين عند الله الإسلام} [سورة ءال عمران/19]. لقد صرح القرءان الكريم –من غير شك ولا ريب- أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء والمرسلين بلا استثناء، الذين جمّلهم الله بأحسن الصفات والخصال، فكانوا علماء شرفاء أمناء أذكياء حلماء صادقين ناصحين معصومين قبل النبوة وبعدها من الشرك والكفر بأنواعه، ومن المعاصي الكبيرة ومن المعاصي الصغيرة التي فيها خسة ودناءة.

وكل الأنبياء والمرسلين علّموا أقوامهم أنّ الله هو الواحد الصمد العالم الحي الأول الآخر السميع البصير المتكلم القادر المُريد الرزاق الخالق للخير وللشر وكل شىء في هذا الكون، الموجودُ بلا مكان، الذي لا يجري عليه زمان، الذي لا يشبه أحدًا ولا يشبهه أحدٌ بأي وجه من الوجوه، وأنه منزهٌ عن الحجم والكمية الصغيرة والوسط والكبيرة.

وكل الأنبياء والمرسلين حذّروا أقوامهم من الكفر البغيض بأنواعه الثلاثة:

1- الكفر القولي: ويكون باللسان، كمسبة الله أو الأنبياء أو الملائكة أو معالم الدين كالصلاة، أو الاعتراض على الله، فيكفر بذلك ولو لم ينوِ بقلبه الخروج من الإسلام كما يزعم بعض من كذَّب القرءان.

2- الكفر الاعتقادي: ويكون بالقلب، كاعتقاد أن الله ضوء أو روح أو له شكل أو صورة أو جسم أو يسكن جهة من الجهات أو يجلس على العرش أو أنه في كل الجهات أو أنه ينتقل من مكان إلى مكان أو أنه جسم لا نهاية له.

3- الكفر الفعلي: ويكون بالجوارح، كالسجود لصنم أو ذبح ديك تقربًا للشيطان، أو رمي المصحف في القاذورات أو وضع النحاسات على ءايات القرءان.

والرجوع إلى دائرة الإسلام والإيمان يكون من باب واحد فقط هو قول: "لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم" وهذا في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما في أمة سيدنا موسى عليه السلام فالتشهد كان بقول: "لا إله إلا الله موسى رسول الله"، وأما في أمة سيدنا عيسى عليه السلام فالتشهد كان بقول: "لا إله إلا الله عيسى رسول الله"، وكذا الأمر في أمم سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كان الدخول في الإسلام بالنطق بالشهادتين.

ومن المهم المفيد أن نذكر أن الله خالق الأسباب والمسببات، وأن الله هو الشافي والمُعافي، وأن الطبيب والدواء سببان، والله يحبُّ من عباده الأخذ بالأسباب في عمل الخيرات للتوصل إليها، فهذا لا ينافي مبدأ التوكل على الله سبحانه وتعالى، فلهذا عُلِمَ أن التبرك بالأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين وءاثارهم ولباسهم ومقتنياتهم ليس عبادة لهم، وإنما هو أخذٌ بالأسباب، فالله هو النافع والضارُّ على الحقيقة، فالتبرك بالصالحين وءاثارهم من الدين، وقد علّمه الأنبياء والمرسلون لأقوامهم، فهو ليس بدعة قبيحة تخالف دين الله.


مدخل




التبرك بآثار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من شعره أو ظفره أو ثوبه أمر حسن موافق لشريعة الله، وقد حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجة الوداع وقال للحلاق: "اقسم الشعر" [1] فقسمه بين الناس. وفي عمرته بعد حجته أخذ خالد بن الوليد [2] رضي الله عنه شعر ناصية الرسول صلى الله عليه وسلم تبركًا به ووضعه في قلنسوته، ففقدها مرة في بعض غزواته، ففتش عنها حتى وجدها فقال: إن فيها شعر ناصية الرسول، ما كانت معي في غزوة إلا رُزقت النصرة.

وتناقل المسلمون شعرات الرسول صلى الله عليه وسلم من يد إلى يد إلى هذا العصر، وقد ظهرت بركات من ذلك.

والتبرك لغة هو طلب البركة أي الخير، والتبرك اصطلاحًا هو: طلب الحصول على الخير على وجه السبب، معناه أريدُ من الله أن يجعل لي البركة من أجل الرسول أو الولي، وليس المراد أن يخلق الرسول أو الولي البركة، لأن عقيدة كل مسلم أن الأنبياء والأولياء لا يخلقون شيئًا، بل هم أسباب، والله يخلق البركة.

واعلم –أرشدنا الله وإياك- أن التبرك بآثار الأنبياء –صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين- سنّة مأثورة عند المؤمنين، لِما لهم من الفضل على سائر الخلق، والكرامة عند الله تعالى.

ولا شك أن ءاثار رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوة خلق الله وأفضل النبيين أثبتُ وجودًا وأشهر ذكرًا وأظهر بركة، وقد شهدها الجمع الغفير من أصحابه، وأجمعوا على التبرك بها والاهتمام بجمعها، وهم الهداة المهديون، والقدوة الصالحون، فتبركوا بشعراته صلى الله عليه وسلم وبفضلِ وَضوئه [3] وبعرقه وبثيابه وءانيته وبمس جسده الشريف، وبماء جبّته، كما عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وبغير ذلك مما عرف من ءاثاره الشريفة التي صحت بها الأخبار عن الأخيار. فلا جرم إن كان التبرك بها سنة الصحابة رضي الله عنهم، واقتفى ءاثارهم في ذلك مَنْ نهج نهجهم من التابعين وصلحاء المؤمنين. وقد وقع التبرك ببعض ءاثاره صلى الله عليه وسلم في عهده وأقره ولم ينكر على المتبرك، فدل ذلك دلالة قاطعة على مشروعيته، ولو لم يكن مشروعًا لنهى عنه صلى الله عليه وسلم وحذّر منه، بل تدل الأخبار الصحيحة وإجماع الصحابة على مشروعيته.

ففي صحيح البخاري [4] أن عبد الله بن سلام الصحابي الذي هو ممن أوتي أجره مرتين قال لأبي بردة: "ألا أسقيك في قدح شرب النبي صلى الله عليه وسلم فيه".

وقد أخرج البخاري [5] أيضًا بإسناده إلى سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه حديثًا قال فيه: "فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه، ثم قال: "اسقنا يا سهل"، فأخرجت لهم هذا القدح فأسقيتهم فيه، قال أبو حازم: "فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه تبركًا برسول الله صلى الله عليه وسلم"، قال: "ثم استوهبه بعد ذلك عمر بن عبد العزيز من سهل فوهبه له".

وأخرج البخاري في صحيحه [6] بإسناده إلى إسرائيل بن يونس عن عثمان بن عبد الله بن مَوهب مولى ءال طلحة أنه قال: أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، بقدح من ماء [وقبض إسرائيل ثلاث أصابع] من فضة فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شىء بعث إليها مِخْضَبَه، فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمرًا.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: "والمراد أنه كان من اشتكى أرسل إناءً إلى أم سلمة فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه وتعيده فيشربه صاحب الإناء أو يغتسل به استشفاءً بها فتحصل له بركتها".

وقال القسطلاني: "والحاصل من معنى هذا الحديث أن أم سلمة كان عندها شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم حمر محفوظة للتبرك في شىء مثل الجلجل [7]، وكان الناس يستشفون بها من المرض، فتارة يجعلونها في قدح من ماء ويشربونه، وتارة في إجَّانة [8] من الماء فيجلسون في الماء الذي فيه الجلجل الذي فيه تلك الشعرات الشريفة" اهـ.




الهوامش

مش:

[1] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الوضوء: باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، ومسلم في صحيحه: كتاب الحج: باب بيان أن السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق والابتداء في الحلق بالجانب الايمن من رأس المحلوق.
[2] أخرجه أبو يعلى في مسنده [13/139].
[3] بقيّة ماء وضوئه.
[4] صحيح البخاري: كتاب الأشربة: باب الشرب من قدح النبي صلى الله عليه وسلم وءانيته.
[5] صحيح البخاري: كتاب الأشربة: باب الشرب من قدح النبي صلى الله عليه وسلم وءانيته.
[6] صحيح البخاري: كتاب اللباس: باب ما يذكر في الشيب.
[7] الجلجل شىء يشبه القارورة يحفظ فيه ما يُراد صيانته.
[8] وعاء يُحفظ فيه الماء.


الحكمة من توزيع النبي صلى الله عليه وسلم شعره بين الصحابة


رسول الله صلى الله عليه وسلم كله بركة، وقد حرص عليه الصلاة والسلام على استبقاء أثر شريف في الأمة، ليكون بركة مستمرة على تعاقب السنين، فقد أمر من يوزّع شعره على الصحابة، ووزع هو بنفسه بعضها، فجزى الله عنا هذا النبي العطوف الحنون كل خير، فصلُّوا وسلموا على الحبيب وأكثروا.
وتفصيل ذلك أن الإمامين [1] البخاري ومسلمًا رويا في صحيحهما أن سيدنا أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حلق شعره في حجة الوداع أمر الحلاق أبا طلحة الأنصاري بتقسيم شعره الشريف بين الصحابة، فصار هذا يأخذ شعرة والآخر شعرتين، وهكذا.
وهذه نقاط رئيسة نقف عندها ونحن نقرأ هذه الرواية الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1- الحديث صحيح لا غبار عليه ولا لبس فيه، رواه البخاري ومسلم وغيرهما أيضًا.
2- تقسيم الشعر بين الناس كان بطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- الشعر لا يؤكل ولا يزرع بحسب العادة، وإنما المراد في الأثر أن المطلوب من الشخص عادة أن يدفن شعره وأظافره وفضلات لحمه في التراب.
4- الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي أرشد الصحابة إلى ترك عادات الجاهلية القبيحة، وهو الذي علمهم أن الله هو الذي يعظَّم التعظيم المطلق، وأن الأنبياء عباد لله، ومع ذلك كله أمر بتوزيع شعره على الصحابة، فحاشا أن يكون فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام من الوثنية.
5- الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يستغفر لأمه وأبيه مع أنهما مؤمنان خشية أن يستغفر الصحابة لآبائهم المشركين الذين ماتوا على الكفر، ومع ذلك لم يرَ رسول الله عليه الصلاة والسلام في توزيع شعره على الصحابة بابًا أو ذريعة أو مقدمة ليشركوا بالله ويعبدوه هو صلى الله عليه وسلم.
6- الرسول عليه الصلاة والسلام هو أعلم الناس بالدين، وهو أشد الناس عداءً للشيطان، وبطلب توزيع شعره بين الناس لم يفتح مجالاً للشيطان ليوسوس للناس بعبادته وتأليهه والعياذ بالله.
7- الحكمة من توزيع شعره عليه الصلاة والسلام بين الصحابة أن يكون هذا الشعر بقية باقية منه بين المسلمين وبركة مستمرة بينهم إلى يوم القيامة.
وها هم الصحابة يحتفظون بشعره الشريف عليه الصلاة والسلام، فهذا يضعه في قلنسوته بركة في جهاده، وذاك يضعه في ثيابه، والآخر في قارورة عنده، والرابع يكتحل به عند مرضه، والخامس يبرّك بها عياله، والسادس يُريها من لم يرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخير يوصي بها أن تُدفن معه. واستمر المؤمنون من أيام الصحابة إلى يومنا هذا يتبركون بآثاره الشريفة عليه الصلاة والسلام وبشعره الشريف خصوصًا، مُدركين قيمة ومعنى أن يطلب الرسول عليه الصلاة والسلام تقسيم شعره بين الناس، وأن يقسم بعض شعره –بنفسه- بين الناس.
والمسلمون في مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق وفلسطين واليمن والمغرب وليبيا والجزائر والسودان وتركيا والهد والباكستان وبنغلادش ومكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من بلاد الله تعوّدوا أن يتبركوا بشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مخصوص وعند نزول البلاء ولأجل التداوي ونحو ذلك، وأمة محمد عليه الصلاة والسلام لا تجتمع على ضلالة، والحمد لله على ذلك.
فبعد ذلك كله لا يُلتفت إلى محروم من البركة يُحرِّم التبرك بشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وءاثاره الشريفة بدعوى سدّ الذرائع، فالمسلمون في كل الدنيا يعبدون الله وحده، ويحبون رسوله العطوف صلى الله عليه وسلم، ويتشوقون لرؤيته، ويتبركون بشعره الطاهر المبارك طلبًا للمنافع التي يخلقها الله وحده إكرامًا لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

الهوامش:


[1] سبق تخريجه.


أدلة شرعية على جواز التبرك بالأنبياء والصالحين وءاثارهم



فيما يلي بعض اللمع التي يُستدل بها على جواز التبرك بالأنبياء والصالحين وءاثارهم:

1- الحجر الأسود لذاته حجر مبارك، أصلُهُ من الجنة، أُهبط مع ءادم عليه السلام، لا يخلق نفعًا ولا ضرًا لأحد، غير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما قبّله أصبح الناس يقبلونه في كل شوط في الطواف، وكانوا وما زالوا إذا ما عجزوا عن تقبيله قبّلوا ما يُشيرون به إليه، وإن كان عصًا أو حديدًا أو يدًا.

2- يماثل الحجر الأسود ذات البيت المبارك، أي الكعبة، فهو من حيث ذاته بناء كباقي الأبنية ولكن الله عظّمه: {إنَّ أوَّلَ بيتٍ وُضِعَ للناسِ ببَكَّةَ مُباركًا} [سورة ءال عمران/96] حتى سمت درجته على باقي البيوت، وتميّز على سائر الأمكنة، وصار الناس يطوفون حوله ويتخذونه قبلة التزامًا بأمر الله.

3- مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام هو كذلك حجر أصله من الجنة، أُهبط مع ءادم عليه السلام، فيه يظهر قدم إبراهيم عليه السلام في الصخرة الصماء. ولولا أن المولى عز وجل أمر باتخاذه مصلى وعظمه بقوله: {فيه ءاياتٌ بيِّناتٌ مقامُ إبراهيم} [سورة ءال عمران/97] لَما صلينا خلفه ولا عظمناه ذلك التعظيم. فإذا كان هذا في الحجر الذي وقف عليه إبراهيم عليه السلام، فكيف بمكان سجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

4- صلى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج في بيت لحم حيث وُلد عيسى عليه السلام. والموضع الذي ولد فيه النبي محمد أو صلى فيه وكذلك قبره الشريف أعظمُ بركةً من باب أولى ولا شك.

5- قال الله تعالى: {سبحانَ الذي أسرة بعبدهِ ليلاً من المسجد الحرامِ إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله} [سورة الإسراء/1].

6- قال الله تعالى: {إنّكَ بالوادِ المُقدَّسِ طُوًى} [سورة طه/12].

7- قال الله تعالى: {إنَّ الصفا والمروةَ من شعائرِ الله} [سورة البقرة/158].

8- تعظيم القرءان لشأن عصا موسى عليه السلام.

9- قميص يوسف عليه السلام، قال الله تعالى إخبارًا عن يوسف عليه السلام: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوهُ على وجهِ أبي يأتِ بصيرًا} [سورة يوسف/93] إلى قوله: {فلمَّا أن جاءَ البشيرُ ألقاهُ على وجههِ فارتدَّ بصيرًا} [سورة يوسف/96].

فإذا كانت هذه البركة العظيمة والشفاء الكبير ليعقوب النبي عليه السلام حصل بإلقاء قميص سيدنا يوسف عليه السلام على وجهه، لأن هذا القميص مسَّ جسد يوسف عليه السلام، فكيف بقميص نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وما كان من ءاثاره الشريفة أو شعره المبارك، فهو بلا شك أكبر بركة وأعظم فائدةً، لأن شعره الشريف خرج من جسده صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم كله بركة بلا شك، وهذا دليل من القرءان على حصول الشفاء وذهاب الامراض الشديدة بآثار الأنبياء والصالحين بإذن الله.

10- تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لقدر ماء زمزم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لِمَا شُربَ له" [1].

وقد أطبقت وأجمعت الأمة على جواز التبرك بها، والدعاء عند التبرك بها. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شذّ شذّ إلى النار" رواه الترمذي [2] عن ابن عمر رضي الله عنهما.

ومما يؤكذ على استجابة الدعاء في الأماكم الفاضلة ما قاله الإمام الحسن البصري رحمه الله في رسالته المشهورة إلى أهل مكة: إن الدعاء يستجاب هناك في خمسة عشر موضعًا: في الطواف، وعند الملتزم، وتحت الميزاب، وفي البيت، وعند زمزم، وعلى الصفا والمروة، وفي السعي، وخلف المقام، وفي عرفة، وفي المزدلفة، وفي منى، عند الجمرات الثلاث.

وقد ذكر الإمام شمس الدين محمد بن محمد الجزري في كتابه "عدة الحصن الحصين" أماكن لإجابة الدعاء: عند رؤية الكعبة، وفي المساجد الثلاثة، وفي الطواف، وعند الملتزم، وفي داخلها، وفي البيت، وعند زمزم، وعلى الصفا والمروة، وفي المسعى، وخلف المقام، وفي عرفات، والمزدلفة، ومنى، وعند الجمرات الثلاث، وعند قبور الأنبياء، وجُرِّبت استجابة الدعاء عند قبور الصالحين.

11- قال الحافظ ابن عساكر [3]: ذكر الخطيب بن حملة أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف، وأن بلالاً رضي الله عنه وضع خديه عليه أيضًا.

12- في عمدة القاري [4] شرح صحيح البخاري للعيني: "وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصًا للشافعي وشرب الماء الذي غسله به، وإذا كان هذا تعظيمه لاهل العلم، فكيف بمقادير الصحابة؟ وكيف بآثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟".

13- قال المحب الطبري [5]: "ويمكن أن يستنبط من تقبيل الحجر واستلام الأركان جوا تقبيل ما في تقبيله تعظيم الله تعالى، فإنه إن يَرِدْ فيه خبر بالندب لم يرد بالكراهة، قال: وقد رأيت في بعض تعاليق جدي محمد بن أبي بكر عن الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي الصيف أن بعضهم كان إذا رأى المصاحف قبّلها، وإذا رأى أجزاء الحديث قبلها، وإذا رأى قبور الصالحين قبّلها، قال: ولا يبعد هذا –والله أعلم- في كل ما فيه تعظيم لله تعالى" اهـ.

14- أخرج البخاري في صحيحه [6] بإسناده إلى سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة، فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة، فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها، فقالت المرأة: يا رسول الله أكسوك هذه، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها فلبسها، فرءاها عليه رجل من الصحابة فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها، فقال: "نعم" فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن بها. وقد أخرج البخاري [7] هذا الحديث في الجنائز أيضًا في باب "من استعد الكفن"، والصحابي هو عبد الرحمن بن عوف، وقيل هو سعد بن أبي وقاص، وكل منهما من العشرة المبشرين بالجنة السابقين في الإسلام.

15- في صحيح مسلم [8] عن عبد الله بن كيسان مولى أسماء بنت أبي بكر قال: أخرجت إلينا جبة طيالسة كسروانية، لها لبنة ديباج وفرجاها مكفوفان بالديباج فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت، فلما قبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها" اهـ. قال الحافظ النووي في شرحه على صحيح مسلم: وفي هذا الحديث دليل على استحباب التبرك بآثار الصالحين وثيابهم.

16- قال الله تعالى: {وقال لهم نبيُّهُم إنَّ ءايةَ مُلكهِ أن يأتيَكُم التابوتُ فيه سكينةٌ من ربِّكُم وبقيةٌ مما تركَ ءال موسى وءال هارون تحملهُ الملائكةُ إنَّ في ذلك لآيةً لكم إن كنتم مؤمنين} [سورة البقرة/248].

كان بنو إسرائيل يحافظون على التابوت، وهو صندوق التوراة المبارك، وكان من خشب وعليه صفائح الذهب، طوله عدة أذرع بعرض ذراعين، وقيل إنه أنزل على سيدنا ءادم عليه السلام، فتناقله أولاد ءادم من الأنبياء حتى وصل إلى موسى عليه السلام، فبقي عنده إلى أن مات، وكان من أمر التابوت أن فيه السكينة وهي روح من خلق الله تتكلم، فكانوا إذا اختلفوا في أمر نطقت وحكمت بينهم، وكانوا إذا حضروا القتال قدّموه بين أيديهم فينشر في قلوبهم سكينة واطمئنانًا، ويبعث في قلوب أعدائهم هلعًا ورعبًا، تحمله من فوقهم الملائكة أثناء العراك، فإذا سمعوا منه صيحة استيقنوا النصر، وكان فيه بالإضافة إلى السكينة طست من ذهب كانت تُغسل فيه قلوب الأنبياء، ولوحان من التوراة وعصا موسى وهارون وثيابهما وعمامتهما وشىء من متاعهما، وذكر أمر التابوت الطبري في تاريخه وأكثر المفسرين.

17- كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يمر بشجرة بين مكة والمدينة كان النبي صلى الله عليه وسلم يستظل في ظلها، فيحمل لها الماء من المكان البعيد حتى يصبه تحتها [9].

18- قال صاحب غاية المنتهى [10] الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي ما نصه: "ولا بأس بلمس قبر بيد لا سيما من ترجى بركته" اهـ، وقال الشيخ منصور بن يونس البهوتي الحنبلي في كتابه "كشاف القناع عن متن الإقناع" في كتاب الجنائز: "قلت بل قال إبراهيم الحربي: يستحب تقبيل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم".

19- قال الربيع بن سليمان: "إن الشافعي رضي الله عنه خرج إلى مصر فقال لي: يا ربيع خذ كتابي هذا فامض به، وسلّمه إلى أبي عبد الله، وائتني بالجواب. قال الربيع: فدخلت بغداد ومعي الكتاب، فصادفت أحمد بن حنبل في صلاة الصبح، فلما انتقل من المحراب سلمت إليه الكتاب، وقلت: هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر، فقال لي أحمد: نظرتَ فيه؟ فقلت: لا، فكسر الختم وقرأ، وتغرغرت عيناه، فقلت له: أيش فيه يا أبا عبد الله؟ فقال: يذكر فيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له: اكتب إلى أبي عبد الله فاقرأ عليه السلام، وقل له: إنك ستُمتحن [...] فلا تجبهم فيرفع الله لك علمًا إلى يوم القيامة، قال الربيع: فقلت له: البشارة يا أبا عبد الله، فخلع أحد قميصيه الذي يلي جلده فأعطانيه، فأخذت الجواب وخرجت إلى مصر، وسلّمته إلى الشافعي رضي الله عنه فقال: أيش الذي أعطاك؟ فقلت: قميصه، فقال الشافعي: ليس نفجعك به، ولكن بُلَّه وادفع إليّ الماء لأتبرّك به" [11].

20- كان سيدنا محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه يقول: "إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم [يعني زائرًا] فإذا عرضت لي حاجة صليتُ ركعتين وجئتُ إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تُقضى" [12].

21- ذكر الحافظ ابن الجوزي الحنبلي عن عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهما في ذكر تبركه واستشفائه بالقرءان وماء زمزم وشعر الرسول صلى الله عليه وسلم وقصعته، أنه قال: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه ويقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينيه، ويغمسها في الماء ثم يشربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في جُبّ الماء ثم شرب فيها، ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه...

[وهذه] فاطمة بنت الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهما قالت: وقع الحريق في بيت أخي صالح، وكان قد تزوج إلى قوم مياسير، فحملوا إليه جهازًا شبيهًا بأربعة ءالاف دينار، فأكلته النار، فجعل صالح يقول: ما غمني ما ذهب مني إلا ثوب لأبي كان يصلي فيه، أتبرك به وأصلي فيه. قالت: فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد أكلت النار ما حواليه والثوب سليم" [13].

22- يقول صاحب "عمدة القاري": "والجمهور على أنه يستلمه" [أي الحجر الأسود] ثم يقبل يده، وهو قول ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد وجابر وعطاء بن أبي رباح وابن أبي مليكة وعكرمة بن خالد وسعيد بن جبير ومجاهد وعمرو بن دينار، وهو قول أبو حنيفة والأوزاعي والشافعي وأحمد. وروى الحاكم من حديث جابر "بدأ بالحجر الأسود فاستلمه وفاضت عيناه بالبكاء، وقبّله ووضع يده عليه ومسح بهما وجهه". وروى النسائي من حديث ابن عباس عنه أنه قبله ثلاثًا. وعند الحاكم "وسجد عليه" وصحح إسناده، وفيه كراهة تقبيل ما لم يرد الشرع بتقبيله من الأحجار وغيرها. وقال شيخنا زين الدين: "وأما قول الشافعي: ومهما قبل من البيت فحسن"، فإنه لم يرد بالحسن مشروعية ذلك بل أراد إباحة ذلك، والمباح من جملة الحسن كما ذكره الأصوليون. قلت فيه نظر لا يخفى، وقال أيضًا: وأما تقبيل الاماكن الشريفة على قصد التبرك، وكذلك تقبيل أيدي الصالحين وأرجلهم فهو حسن محمود باعتبار القصد والنية، وقد سأل أبو هريرة الحسن رضي الله تعالى عنه أن يكشف له المكان الذي قبّله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سرته فقبله تبركًا بآثاره وذريته صلى الله تعالى عليه وسلم. وقد كان ثابت البناني لا يدع يد أنس رضي الله تعالى عنه حتى يقبلها ويقول: يدٌ مسّت يد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم" [14].

23- أخرج أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عاصم من طريق أبي الخير عن أبي رُهم في حديث عن أبي أيوب أنه قال: قلت يا رسول الله، كنت ترسل إلي بالطعام فأنظرُ فأضع أصابعي حيث أرى أثر أصابعك حتى كان هذا الطعام؟ قال: "أجل إن فيه بصلاً فكرهت أن ءاكل من أجل الملك وأما أنتم فكلوا" [15].

24- أخرج البخاري في صحيحه [16] بإسناده إلى الجُعيد بن عبد الرحمن قال سمعت السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وقع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وتوضأ فشربت من وَضوئه... إلخ. ومحل الاستدلال منه قول الصحابي فشربت من وَضوئه.

25- أخرج البخاري [17] بإسناده إلى أبي جُحيفة قال: دُفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح في قبة كانت بالهاجرة، فخرج بلال فنادى بالصلاة ثم دخل فأخرج فضل وَضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع الناس عليه يأخذون منه... الحديث. وهذا الحديث أخرجه البخاري أيضًا في كتاب الوضوء في باب استعمال فضل وَضوء الناس.

26- أخرج البخاري [18] بإسناده إلى أبي جحيفة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء من أدم [جلد] ورأيت بلالاً أخذ وضوء النبي صلى الله عليه وسلم والناس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئًا تسمح به، ومن لم يصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه. وهو بمعنى حديث أبي جحيفة السابق، وقد أخرجه البخاري أيضًا في كتاب الصلاة في باب الصلاة إلى العَنَزة [19] وباب السترة بمكة.

27- قد صح أنه صلى الله عليه وسلم بصق في فِي الطفل المعتوه، وكان يعتريه الشيطان كل يوم مرتين وقال: "اخرج عدوَّ الله أنا رسول الله". رواه الحاكم في المستدرك [20] كتاب التاريخ.


28- كان لخالد بن الوليد رضي الله عنه قلنسوة وضع في طبّها شعرًا من ناصية رسول الله صلى الله عليه وسلم أي مقدم رأسه لما حلق في عمرة الجعرانة، وهي أرض بمكة لجهة الطائف فكان يلبسها يتبرك بها في غزواته. روى الحافظ ابن حجر في المطالب العالية [21] عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه قال: "اعتمرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة اعتمرها فحلق شعره فسبقت إلى الناصية فاتخذت قلنسوة فجعلتها في مقدمة القلنسوة فما وجهت في وجه إلا فتح لي" اهـ. وعزاه الحافظ لأبي يعلى. ولما سقطت عنه قلنسوته يوم اليرموك شد عليها شدةً حتى أخذها فانكر عليه بعض الصحابة ذلك قبل علمهم بما فيها من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم لظنهم أنه خاطر بنفسه على قلنسوة عادية فقال خالد: إني لم أفعل ذلك لقيمة القلنسوة، لكن كرهت أن تقع بأيدي المشركين وفيها من شعر النبي عليه الصلاة والسلام، فرضوا عنه وأثنوا عليه.

29- أخرج البخاري في صحيحه [22] بإسناده إلى ابن سيرين قال: قلت لعبيدة عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قِبل أنس أو من قبل أهل أنس فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها. وأخرجه الإسماعيلي، وفي روايته: أحب إلي من كل صفراء وبيضاء. وروى مسلم [23] عن أنس قال: "قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل" اهـ.

30- أخرج مسلم [24] عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيه، فربما جاؤوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها.

31- عن أم ثابت كبشة بنت ثابت أخت حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنهما قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب من فِي قِربة معلقة قائمًا فقمت إلى فيها فقطعته. رواه الترمذي [25] وقال حديث حسن صحيح.

قال النووي في رياض الصالحين [26]: وإنما قطعتها لتحفظ موضع فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتبرك به وتصونه عن الابتذال اهـ.

32- وروى ابن عساكر [27] عن سعيد بن المسيب أن أبا أيوب [الأنصاري] أخذ من لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال [أي أبو أيوب]: لا يصيبك السوء يا أبا أيوب.

33- روى ابن السكن [28] من طريق صفوان بن هبيرة عن أبيه قال: قال ثابت البناني: قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني فوضعتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه. وذلك لاعتقاده أنه لا يصيبها شىء من القيح ولا من الدم لأنه [أي أنس بن مالك] لا يبلى ولا يتفسخ بإذن الله تعالى.

34- عن محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي عن ثمامة عن أنس أن أم سُليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعًا، فيقيل عندها على ذلك النطع، قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جمعته في سك قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك قال: فجعل في حنوطه، رواه البخاري في صحيحه [29].

السُّك بضم السين المهملة نوع من الطيب، والظاهر –والله تعالى أعلم- أن أم سليم رضي الله تعالى عنها كانت تخلط عرقه صلى الله عليه وسلم بنوع من الطيب المعروف في ذلك العصر للتبرك. فسيدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أوصى أن يُجعل في حَنُوطه عند تكفينه من ذلك السك المخلوط بعرق النبي صلى الله عليه وسلم فجعل في حنوطه تبركًا وحبًا برسول الله صلى الله عليه وسلم.

35- قال ابن كثير في "البداية والنهاية" [30] عند ذكره محنة الإمام أحمد رضي الله عنه أن أحمد قال: فعند ذلك قال [يعني المعتصم] لي: ... طمعت فيك أن تجيبني فلم تجبني، ثم قال: خذوه واخلعوه واسحبوه، قال أحمد: فأخذت وسحبت وخلعت... وكان معي شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم مصرورة في ثوبي اهـ.

36- أخرج الإمام أحمد [31] رضي الله عنه في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قلَّم أظفاره وقسمها بين الناس.

37- عن حنظلة بن حذيم قال: وفدت مع جدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي بنين ذوي لحى وغيرهم هذا أصغرهم، فأدناني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسي وقال: "بارك الله فيك". قال الذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالرجل الوارم وجهه أو الشاة الوارم ضرعها فيقول "بسم الله على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم" فيمسحه فيذهب الورم. رواه الطبراني [32] في الاوسط والكبير، وأحمد [33] في المسند، وقال الحافظ الهيثمي [34]: ورجال أحمد ثقات.

38- وعن ثابت البناني قال: كنت إذا أتيت أنسًا يخبر بمكاني فأدخل عليه فآخذ بيديه فأقبلهما وأقول: بأبي هاتان اليدان اللتان مسّتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل عينيه وأقول: بأبي هاتان العينان اللتان رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو يعلى [35].

39- أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه الذي هو أحد مشاهير الصحابة وأوّل من نزل الرسول صلى الله عليه وسلم عنده لما هاجر من مكة إلى المدينة، جاء ذات يوم إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع وجهه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم تبركًا وشوقًا. روى ذلك الإمام أحمد عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يومًا فوجد رجلاً واضعًا وجهه على القبر فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه أبو أيوب فقال: نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ءات الحجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله" رواه أحمد [36] والطبراني [37] في الكبير والأوسط.

40- قال الخازن في تفسيره [38]: فمات أبو أيوب في ءاخر غزوة غزاها بأرض قسطنطينية ودفن في أصل سورها فهم يتبركون بقبره ويستشفعون به. وقال الخازن في تفسيره [39]: وذلك أنه لما مات يوسف عليه السلام تشاحَّ الناس فيه، فطلب أهل كل محلة أن يدفن في محلتهم رجاء بركته حتى هموا بالقتال، فرأوا أن يدفنوه في النيل حيث يتفرق الماء بمصر ليجري الماء عليه وتصل بركته إلى جميعهم. وقال عكرمة: دفن في الجانب الأيمن من النيل فأخصب وأجدب الجانب الأيسر فدفنوه في وسط النيل وقدروه بسلسلة فأخصب الجانبان جميعًا إلى أن أخرجه موسى فدفنه بقرب ءابائه بالشام.

41- روى الرواس في "طي السجل" عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال: "قبر موسى الكاظم ترياق مُجرب".

42- روى الحافظ الضياء المقدسي [40] أن الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي أصيب بدُمَّل أعياه علاجه فمسح به قبر الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه تبركًا فبرئ. وقال الراهوني في حاشيته على شرح الزرقاني لمختصر خليل: ما زال الناس يتبركون بقبور العلماء [الصلحاء] أي [العاملين بعلمهم] والشهداء والصالحين.


43- قال الغزالي: من يستمد منه في حياته يستمد منه بعد مماته، ذكره الزهاوي في كتابه الفجر الصادق.

44- روى السخاوي [41] وابن المبارك والإسماعيلي وابن بشكوال والبيهقي وابن الجوزي [42] أن كعبًا دخل على عائشة رضي الله عنها فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كعب: ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفًا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم القبر [أي يتبركون بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتمسحون] ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألفًا حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، سبعون ألفًا بالليل وسبعون ألفًا بالنهار، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفًا من الملائكة يزفون.

45- روى البيهقي [43] بإسناد صحيح عن مالك الدار، وكان خازن عمر قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: إيت عمر فأقرئه مني السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس. فأتى الرجل فأخبر عمر فقال: يا رب ما ءالوا إلا ما عجزت اهـ. وهذا الرجل هو بلال بن الحارث المزني الصحابي. فهذا الصحابي قد قصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم للتبرك فلم ينكر عليه عمر رضي الله عنه ولا غيره. وفعل هذا الصحابي تبركٌ بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وتوسلٌ به.

ونقل الحافظ ابن حجر في فتح الباري [44] مثله عن ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار، وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة.

46- روى ابن أبي شيبة في مصنفه [45] عن أبي مودودة قال: حدثني يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال: رأيت نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى رمانة المنبر القرعاء فمسحوها ودعوا.

47- في كتاب سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأحمد [46] رضي الله عنه قال: سألت أبي عن مسّ الرجل رمانة المنبر يقصد التبرك وكذلك عن مس القبر فقال: لا بأس بذلك اهـ.

وفي كتاب العلل ومعرفة الرجال [47] ما نصه: سألته عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل، فقال: لا بأس بذلك اهـ.

48- روى ملا علي القاري في كتابه "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" [48] قال شمس الدين محمد الجزري في مقدمة شرحه على كتابه المسمى بتصحيح المصابيح: إني زرت قبر الإمام مسلم بنيسابور وقرأت بعض صحيحه على سبيل التيمن والتبرك عند قبره، ورأيت ءاثار البركة ورجاء الإجابة في تربته.

49- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء [49]: وروى هشام بن حسان عن محمد عن عبيدة قال: اختلف الناس في الأشربة فما لي شراب منذ ثلاثين سنة إلا العسل واللبن والماء. قال محمد: وقلت لعبيدة إن عندنا من عشر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا من قِبل أنس بن مالك، فقال: لأن يكون عندي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض.

هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يُؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس، ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين سنة. فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت أو شسع نعل كان له أو قلامة ظفر أو قطعة من إناء شرب فيه فلو بذلك الغني معظم أمواله في تحصيل شىء من ذلك عنده أكنت تعده مبذرًا أو سفيهًا؟ كلا فابذل مالك في زَوْرة مسجده الذي بنى فيه بيده، والسلام عليه عند حجرته في بلده والتذّ بالنظر إلى "أحُدِه" وأحبه، فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم يحبه، وتملأ بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكن مؤمنًا "كاملاً" حتى يكون هذا السيد أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم وقبل حجرًا مكرمًا نزل من الجنة وضع فمك لائمًا مكانًا قبّله سيد البشر بيقين، فهنّأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك مفخر، ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحجر ثم قبّل محجنة، لحُقَّ لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل" اهـ.

50- كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بكى ولا مرَّ على رَبعه إلا غمَّض عينيه، كما ذكره البيهقي في كتاب الزهد بسند صحيح، ولقد كان ابن عمر يتتبع ءاثاره صلى الله عليه وسلم في كل مسجد صلى فيه وكان يعترض براحلته في طريق رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض ناقته فيه، وكان لا يترك الحج، فكان إذا وقف بعرفة يقف في الموقف الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرج مالك في موطأه [50] في باب ما جاء في الدعاء أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جاء لقرية من قرى الانصار فقال: هل تدرون أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدكم هذا؟ فقال له عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك: نعم، وأشار إلى ناحية منه...

51- جاء في بعض أحاديث الإسراء أنه صلى الله عليه وسلم لما أسري به وهو راكب البراق وبصحبته جبريل الامين عليه السلام سار حتى بلغوا أرضًا ذات نخل فقال له جبريل: انزل فصلّ هنا. قال: "فصليت"، ثم ركب فقال جبريل: أتدري أين صليت؟ قلت: "لا" قال: صليت بطيبة وإليها المهاجرُ، فانطلق به البراق فقال له جبريل: انزل فصلّ، قال: "فصليت" فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: "لا" قال: صليت بطور سيناء عند شجرة موسى حيث كلمه ربه، ثم انطلق به البراق فقال له: انزل فصلّ، قال: "فصليت" فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: "لا" قال: صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ابن مريم، إلى ءاخر ما جاء في الحديث الذي ورد بروايات، وأصل الحديث صحيح رواه الحافظ البيهقي [51]، فيؤخذ من هذا أن كل موضع وأثر للأنبياء عليهم الصلاة والسلام يصلى فيه ويتبرك به.

52- أخرج البخاري [52] في كتاب الصلاة حديث طلب عتبان بن مالك من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يصلي له في مكان من بيته ليتخذه مصلى لما ضعُف بصره وخاف من حيلولة السيل بينه وبين المسجد النبوي، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وقال: "أين تحب أن أصلي لك"؟ فأشار إلى ناحية من بيته، فصلى فيه، فصفوا خلفه.

53- روى البخاري في صحيحه [53] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر النساء اللواتي تولين غسل ابنته زينب بعد وفاتها أن يخبرنه بعد فراغهن، فلما فرغن أعطاهن حَقْوه [أي إزاره] ليجعلنه على جسدها ثم بعده الكفن لتنالها بركته صلى الله عليه وسلم ببركة ثوبه.

54- روى الحافظ الزبيدي في شرح الإحياء عن الشعبي قال: حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: "إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثًا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فإني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده، ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر" اهـ.

عائشة رضي الله عنها هي أم المؤمنين وأفقه نساء العالمين وحبيبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تبركت به كثيرًا صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فإنها لم تعتبر نفسها مستغنية عن التبرك بآثاره بعد وفاته وعند وفاتها، بل رأت أنها محتاجة لذلك من تواضعها مع كونها مبشرة بالجنة. ولو كان فعلها هذا من قبيل الشرك كما يزعم المحرومون من البركة، كيف سمّاها الله في القرءان أمًّا للمؤمنين بقوله عز وجل: {النبيُّ أولَى بالمؤمنينَ من أنفسهم وأزواجُهُ أمهاتهم} [سورة الأحزاب/6].

55- روى الحافظ ابن حبان في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كانت له عصا صغيرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أن تدفن معه بين حنبه وكفنه. وأنس رضي الله عنه لازم الرسول صلى الله عليه وسلم وخدمه عشر سنوات وتبرك به وانتفع به بمسه ولمسه وتقبيله ومصافحته ومس ما كان من ءاثاره، ومع ذلك رأى من النافع والمفيد أن تدفن معه هذه العصا الصغيرة التي كانت نحو ذراع وأخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخبأها لتدفن معه، وما هذا إلا مما فهمه الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يجوز التبرك بآثاره بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.

56- روى السمهودي في وفاء الوفا [54]، والسبكي في شفاء السقام [55]، والقاضي عياض في الشفاء، وابن عساكر في تاريخه، أن بلالاً الحبشي مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سكن بلاد الشام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، رأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: يا بلال ما هذه الجفوة؟ مضى زمان لم نرك، فلما استيقظ من منامه غلبه الشوق، فشد رحاله وقصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولما وصل صار يمرّغ نفسه بتراب القبر تبركًا، وكان ذلك في خلافة عمر رضي الله عنه فلم ينكر عليه عمر رضي الله عنه ولا غيره، وجاء إليه الحسن والحسين عليهما السلام فقالا له: نشتهي أن سنمع أذانك يا بلال، فصعد إلى المكان الذي كان يؤذن فيه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ بالأذان.

57- روى البخاري [56] عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض: "بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشْفى شقيمُنا، بإذن ربنا".

فأرض المدينة المنورة بركة، وهواؤها فيه بركة، وترابها فيه بركة، ولذلك كان الإمام مالك رضي الله عنه يمشي فيها ولا يركب لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مدفون فيها، ولأنه كان يرجو أن يصيب بقدميه موضعًا أصابته قدم النبي صلى الله عليه وسلم تبركًا.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة" رواه البخاري في الصحيح [57].

فمن دخل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليغتنم كل أوقاته في الطاعة وتتبع ءاثار النبي والصحابة الكرام، فإن العلماء الاكارم كانوا إذا دخلوها سعوا جاهدين أن ينالوا من عظيم بركاتها، حتى إنهم كانوا يشربون من لبن نوق المدينة يقولون: لعل هذه الناقة أكلت من عشب نبت في أرض داس عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال العلماء يستحب لزائر المدينة أن يأتي بئر أريس التي روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل فيها، وهي عند مسجد قباء، فيشرب من مائها ويتوضأ منه.

كما يستحب أن يأتي الآبار التي كان رسول الله يتوضأ منها ويغتسل فيشرب ويتوضأ وهي سبع ءابار. ذكر استحباب ذلك ابن حجر في حاشية الإيضاح على مناسك النووي.

58- قال الشافعي [58] رضي الله عنه: ما أعطى الله نبيًّا معجزة إلا وأعطى محمدًا مثلها أو أعظم منها، فقيل للشافعي: أعطى الله عيسى إحياء الموتى فقال رضي الله عنه: أعطي محمد حنين الجذع حتى سمع صوته. فهذا أكبر من ذلك.

فقد جاء عن جابر بن عبد الله أن امرأة من الأنصار قالت: يا رسول الله ألا أجعل لك منبرًا تقعد عليه؟ فإن لي غلامًا نجارًا قال: "إن شئت"، قال: فعملت له منبرًا فلما كان يوم الجمعة قعد على المنبر الذي صنع له، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت تنشق، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسكَّت حتى استقرت، فبكى الحسن وقال: يا معشر المشلمين، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقًا إليه، أفليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحق أن يشتاقوا إليه. وقال عليه الصلاة والسلام: "والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة" [59] حزنًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أمر به فدفن. هذا الجذع الذي حن للرسول صلى الله عليه وسلم خلق الله فيه الإدراك والمحبة والشوق لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحنّ من شدة الشوق، وكان هذا الجذع في قبلة المسجد. وحديث حنين الجذع هذا متواتر، وهذه من أعجب المعجزات، ويصح لقائل أن يقول إنها أعجب من إحياء الموتى الذي حصل للمسيح عليه السلام، لأن إحياء الموتى يتضمن رجوع هؤلاء الأشخاص إلى مثل ما كانوا عليه قبل أن يموتوا، أما الخشب فهو من الجماد الذي لم يكن من عادته أن يُظهِرَ صوتًا بإرادة فهو أعجب، وهذا من أظهر المعجزات. فإن قال مانعو التبرك: إنما أمر الرسول بدفنه كي لا يتبرك الناس به؟!! فالجواب أن هذا الكلام تَقَوُّلٌ، أي قول بلا دليل، وليس صحيحًا، وإنما أمر بدفنه كي لا يعاود الصراخ بعد ذلك، ومما يثبت ويؤكد أن الصحابة كانوا يتبركون بهذا الجذع كتبركهم بمنبر النبي صلى الله عليه وسلم وبالرمانة القرعاء وهي خشبة مستديرة ملساء توضع على المنبر يضع الخطيب يده عليها، وكانوا يتبركون بقبره الشريف ويضعون وجوههم وأيديهم تبركًا، أن الصحابي الجليل خالد بن زيد أبا أيوب الانصاري رضي الله عنه رجع بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وحفر وأخرج الجذع ووضعه في بيته كما روى ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني، وما ذلك إلا للتبرك بالجذع الذي كان الرسول يستند إليه ويلمسه. وكذلك يجوز ويصح التبرك بالشبيكة المباركة المعروفة اليوم باسم المواجهة الشريفة، فإن قال مانعو التبرك: هذه الشبيكة لا رءاها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا لمسها؟!! فيقال: ولكنها جاورته، وبمجاورتها له صارت مباركة، كما أن جلد الخروف أو "الكرتون" إذا رأيناه في الدكان لا نُقبّله، لكنه إذا صار غلافًا للمصحف يصير مباركًا بمجاورته فنقبله، ولكن مَنْ لي بإفهام من حرمهم الله الفهم السليم والتبرك بسيد العالمين صلى الله عليه وسلم.


59- قال مصعب بن عبد الله: حدثني إسماعيل بن يعقوب التيمي قال: كان ابن المنكدر يجلس مع أصحابه فكان يصيبه صمات، فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فعوتب في ذلك، فقال: إنه يصيبني خطر فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم اهـ. من كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي.

60- في فتح الباري لابن حجر: الإيمان انتشر في المدينة، وكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم، فيشمل ذلك جميع الأزمنة، لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه، وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للقتداء بهديهم، ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة ءاثاره وءاثار أصحابه اهـ.

61- في كتاب الثقات [60] لابن حبان عند الحديث عن علي بن موسى الرضا رضي الله عنه: وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد، قد زرته مرارًا كثيرة، وما حلّت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي وزالت عني تلك الشدة، وهذا شىء جربته مرارًا فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبته وأهل بيته صلى الله عليه وسلم أجمعين اهـ.

62- في تهذيب التهذيب [61] لابن حجر: وقال الحاكم سمعت أبا علي النيسابوري يقول: كنت في غم شديد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه يقول لي سر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر وسل تقضى حاجتك، فأصبحت ففعلت ذلك فقضيت حاجتي اهـ.

63- في سير أعلام النبلاء [62] في حديثه عن السيدة نفيسة: وكان أخوها القاسم رجلاً صالحًا زاهدًا خيرًا، سكن نيسابور وله بها عقب منهم السيد العلوي الذي يروي عنه الحافظ البيهقي، وقيل كانت من الصالحات العوابد، والدعاء مستجاب عند قبرها بل وعند قبور الانبياء والصالحين وفي المساجد وعرفة ومزدلفة وفي السفر المباح اهـ.

64- في تاريخ بغداد [63]، باب ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد بالجانب الغربي في أعلا المدينة مقابر قريش عن أحمد القطيعي قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب اهـ.

65- ذكر ابن الجوزي [64] بإسناده عن الحسن بن الحسين الأستراباذي قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب.

66- قال السمهودي [65]: نقل الطيب الناشري عن المحب الطبري أنه يجوز تقبيل القبر [66] ومسه وقال: وعليه عمل العلماء الصالحين.

67- قال النووي في الأذكار [67]: ولا بأس بتقبيل وجه الميت الصالح للتبرك.

68- قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف [68]: يجوز لمس القبر [69] من غير كراهة وقيل يستحب.

69- عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله علمني سنة الآذان، قال: فمسح مقدم رأسه، قال: "تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ترفع بها صوتك.." وفي رواية: فكان أبو محذورة يجزُّ ناصيته لا يفرقها لأن النبي صلى الله عليه وسلم مسح عليها، أخرجه أحمد [70] وأبو داود [71] والنسائي وابن حبان.

وعن صفية بنت مجزأة: أن أبا محذورة كانت له قصةٌ في مقدمة رأسه إذا قعد أرسلها فتبلغ الأرض فقالوا له: ألا تحلقها؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح عليها بيده فلم أكن لأحلقها حتى أموت [72].

70- عن موسى بن عقبة قال: رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها، ويحدث أن أباه كان يصلي فيها وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الأمكنة، قال موسى: وحدثني نافع أن ابن عمر كان يصلي في تلك الأمكنة. أخرجه البخاري [73].

71- عن يزيد بن الأسود في حديث حجة الوداع قال: ثم ثار الناس يأخذون بيده صلى الله عليه وسلم ويمسحون بها وجوههم. أخرجه أحمد [74].

72- قال ابن حجر في الفتاوى الكبرى: يتأكد ندب احترام نحو المدارس والربط ومحال العلماء والصلحاء، وكل محل علم أنه صلى الله عليه وسلم نزله أو صلى فيه، فله فضل عظيم على غيره على ممر الدهر، فيتأكد الاعتناء به بتحري نزوله والتبرك به، كما كان ابن عمر وغيره رضي الله عنهم يفعلون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.

73- عن عبد الرحمن بن رزين قال: مررنا بالربذة فقيل لنا: ههنا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، فأتينا فسلمنا عليه فأخرج يديه فقال: بايعت بهاتين نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخرج كفًا له ضخمة كأنها كف بعير، فقمنا إليها وقبلناها [75].

74- عن ابن جدعان: قال ثابت لأنس رضي الله عنه: أمسَسْتَ النبي صلى الله عليه وسلم بيدك؟ قال: نعم، فقبّلها [76].

75- عن يحيى بن الحارث الذماري قال: لقيت واثلة بن الأسقع رضي الله عنه فقلت: بايعتَ بيدك هذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، قلت: أعطني يدك أقبّلها، فأعطانيها فقبّلتها [77].

76- عن يونس بن ميسرة قال: دخلنا على يزيد بن الأسود عائدين فدخل عليه واثلة بن الأسقع رضي الله عنه فلما نظر إليه مدّ يده فأخذه يده فمسح بها وجهه وصدره لأنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا يزيد كيف ظنك بربك؟ فقال: حسن، فقال: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر. أخرجه أبو نعيم في الحلية.

77- في كتاب "العثمانيون في التاريخ والحضارة" [78] كان السلطان سليم الثاني شاعرًا مثل والده، هذا أحد أشعاره الرائعة:

نحن بلابل محروقة بنار الفراق *** نصبح نارًا إن هب في حديقتنا ريح الصبا

وفي نفس الكتاب، عن السلطان أحمد الأول: كان شديد الحب للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، حتى إنه صور أثر قدمه عليه الصلاة والسلام وكتب عليه الشعر التالي ووضعه في تاجه وحمله فيه حتى وفاته:

ماذا يكون لو أحمل في رأسي دائمًا مثلي تاجي *** صورة قدم جناب [79] الرسول
إن صاحب ذلك القدم هو ورد حديقة النبوة *** امسح يا أحمد وجهك دائمًا بقدم ذلك الورد [80]

78- قال الإمام الماوردي في الأحكام السلطانية [81]: وأما القضيب فهو من تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي صدقة، وقد صار مع البردة من شعار الخلافة، وكان الرسم أن يكون بيد الخليفة في المواكب.

79- ذكر ابن سيد الناس في سيرته عن سرير النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس من بعده كانوا يحملون عليه موتاهم تبركًا به، وقال البرهان الحلبي في حاشيته على هذه السيرة قوله: وكان له سرير ينام عليه، قال السهيلي في أول النصف الثاني من روضه: وكان سريره صلى الله عليه وسلم خشباتٍ مشدودةً بالليف.

80- ذكر السيوطي في "حسن المحاضرة" ما نصه: رباط الآثار بالقرب من بركة الحبش، عمّره الصاحب تاج الدين ابن الصاحب فخر الدين ابن الصاحب بهاء الدين بن حنّا، وفيه قطعة خشب وحديد وأشياء أخرُ من ءاثار رسول الله صلى الله عليه وسلم استراها الصاحب المذكور بمبلغ ستين ألف درهم فضة من بني إبراهيم، أهل ينبع ذكروا أنها لم تزل موروثة عندهم من واحد إلى واحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حملها إلى هذا الرباط وهي به إلى اليوم يُتبرك بها اهـ.

81- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى زمزم فنزعنا له دلوًا فشرب ثم مج فيها ثم أفرغنا في زمزم ثم قال: لولا أن تُغلبوا عليها لنزعت بيدي، رواه أحمد [82] والطبراني، وفي رواية: فشرب فمضمض ثم مج في الدلو وأمر فأهريق في زمزم. وفي رواية أخرى: عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتيَ بدلو من ماء زمزم فتمضمض فمج فيه أطيب من المسك أو قال مسك. والمج هو إرسال الماء من الفم مع النفخ. رواه أحمد [83].

وبهذا تعلم أن بركة ريقه الشريف صلى الله عليه وسلم قد حلت على بركة زمزم فازداد ماء زمزم بركة على بركة ولذة على لذة وشفاء على شفاء ونورًا على نور وطهورًا على طهور بمجه صلى الله عليه وسلم في دلوٍ أهريق في زمزم، وأثر ذلك يبقى إلى الآن –ولا بد-.

فما أرحمه بأمته وأرأفه بها حيث لم يرض بحرمان من يأتي بعده صلى الله عليه وسلم من أمته إلى يوم القيامة من فضل سؤره، وبركة طهوره، فديناه بآبائنا وأمهاتنا، صلاة الله وسلامه عليه أبد الآبدين وعلى ءاله وأصحابه وأحبابه أجمعين.

82- روى البخاري [84] ومسلم [85] في صحيحهما عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ومعه بلال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ أعرابي، فقال: ألا تنجز لي يا محمد ما وعدتني؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشر"، فقال له الأعرابي: أكثرت عليّ من أبشر، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال: "إن هذا قد ردّ البشرى فاقبلا أنتمت" فقالا: قبلنا يا رسول الله، ثم دعا رسول الله بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه ثم قال: "اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا"، فأخذا القدح ففعلا ما أمرهما به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنادتهما أم سلمة من وراء الستر: أفضِلا لأمكما مما في إنائكما، فأفضلا لها منه طائفة.

83- جعل الله تعالى لريقه الشريف صلى الله عليه وسلم خصائص ظاهرة باهرة إكرامًا لحبيبه صلى الله عليه وسلم من ذلك أن ريقه الشريف صلى الله عليه وسلم شفاء للعليل ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرأ من ساعته بإذن الله كما في قصة سيدنا علي كرم الله وجهه يوم غزوة خيبر حين كان يشتكي عينيه، كما روى البخاري في صحيحه [86] عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأعطين الراية غدًا رجلاً يفتح الله على يديه" وفي رواية له أيضًا: "رجلاً يجبه الله ورسوله" أو قال: "يحب الله ورسوله". فلما أًبح الناس غدَوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يُعطاها، فقال: "أين علي بن أبي طالب"؟ فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول الله، قال: "فأرسلوا إليه، فأتوني به"، فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية... الحديث. ومن ذلك أن ريقه الشريف صلى الله عليه وسلم بركة ظاهرة في تكثير الماء الذي يكفي المئات بل الألوف كما تم ذلك في غزوة الحديبية. فقد روى البخاري في صحيحه [87] عن البراء رضي الله عنه قال: كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير البئر فدعا بماء، فمضمض ومج في البئر. وفي رواية له [88]: فبصق فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركائبنا.

وفي رواية له [89] أيضًا من حديث جابر قال رضي الله عنه: لو كنا مئة ألف لكفانا.

وغير ذلك الكثير من بركات ريقه صلى الله عليه وسلم.


84- قال الحافظ ابن الجوزي في كتابه صفة الصفوة [90]: وروى جعفر بن محمد قال: كان الماء يستنقع في جفون النبي صلى الله عليه وسلم فكان علي يحسوه. أي يشربه أثناء غسلهم للنبي صلى الله بعد وفاته.

85- قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري عن الإمام البخاري: وكان معه شىء من شعرات النبي صلى الله عليه وسلم فجعله في ملبوسه.

86- روى الحافظ ابن عساكر [91] في تاريخ دمشق عن أبي العالية الرياحي وكان تلميذًا لأنس: دفع إليه أنس تفاحة كانت في يده فجعل أبو العالية يقبلها ويقول: تفاحة مسّتها كفٌّ مست كفَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

87- قال الحافظ ابن الملقن في كتابه طبقات الأولياء [92] عند ذكر السيدة الشريفة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي رضي الله عنهم: قبرها معروف لإجابة الدعاء. قال المؤرخ القاضي ابن خلكان في وفيات الأعيان [93]: وهو مجرب.

88- قال الحافظ ابن عساكر الكبير [94]: حدثني الشيخ الصالح الأصيل أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر الصفار الأسفراييني أن قبر أبي عوانة بأسفرايين مزارُ العالم ومُتبرَّكُ الخَلق.

89- ذكر العيني [95] عن شيخه زين الدين العراقي شيخ الحفاظ ومقدمهم في عصره أنه قال: وأما تقبيل الأماكن الشريفة على قصد التبرك، وكذلك تقبيل أيدي الصالحين، فهو حسن محمود باعتبار القصد والنية. وقد سأل أبو هريرة الحسنَ رضي الله عنه أن يكشف له المكان الذي قبّله الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سُرّته فقبّله تبركًا بآثاره وذريته صلى الله عليه وسلم، وقد كان ثابت البناني [96] لا يدع يد أنس حتى يقبلها ويقول: يدٌ مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

90- في كتاب حسن التوسل في ءاداب زيارة أفضل الرسل للشيخ عبد القادر الفاكهي:

الأدب الخامس والأربعون [97]: زيارة المساجد النبوية والتبرك بها والآثار المحمدية الموجودة في طريق الزيارة، كمسجد يسمى الآن مسجد النصر، وكمسجد خليص عند العقبة، وكمسجد عند عين خليص أيضًا، وكمسجد ببطن وادي مر، وقال المراغي: ويقال إنه المعروف بمسجد الفتح قرب الحجوم، وكالمسجد القريب للتنعيم الذي فيه قبر ميمونة. وينبغي أيضًا زيارة الشهداء والصالحين بوادي بدر وغيره مع الدعاء لهم والتوسل بهم لتعود بركاتهم عليه في سفره فيأمن وعثاءه وينال بغية وطره.

الأدب الثالث والخمسون [98]: استحضار عظمة المدينة الشريفة إذا تراءت له الحجرة المنيفة معتقدًا أنها بعد مكة أفضل الأرض، وأن البقعة التي ضمت الأعضاء المقدسة أفضل من العرش والكرسي والكعبة ممثلاً في نفسه مواقع الأقدام الشريفة عند دخول المدينة متحريًا إصابة قدمه موضعًا من مواضع قدمه الكريم عليه الصلاة والتسليم فينال بذلك يمنًا وبركة وكذا أجرًا بملاحظة التعظيم.

وفي الكتاب السابق الذكر أيضًا التبرك بأساطين المسجد ذوات الفضل المأثور بأن يدعو الله عندها ويصلي لديها، وكل الأساطين التي كانت قبل في المسجد قبل الزيادة لها فضل عظيم، لأن كل واحدة لم تخل من صلاة بعض أكابر الصحابة إليها، وثمانية لها مزية:

الأولى: أسطوانة عائشة، وهي الثالثة من جهة المنبر والقبر، متوسطة الروضة، صلى إليها النبي صلى الله عليه وسلم المكتوبة بعد تحويل القبلة بضعة وعشرين يومًا، وكان أبو بكر وعمر وكثيرون من الصحابة يصلون إليها والمهاجرون من قريش يجتمعون عندها حتى يسمى مجلسهم لديها مجلس المهاجرين، وفي حديث تصريح وتلويح بفضل عظيم لها صلى إليها ابن الزبير متيمنًا للشق الأيمن فيها السر عظيم فهمه عن عائشة في الصلاة، كذلك قال زيد بن أسلم: رأيت عندها موضع الجبهة النبوية فالصديقية فالعمرية، وفي حديث أن الدعاء عندها مستجاب، وعن عائشة: لو عرفها الناس لاضطربوا عليها بالسهام.

الثانية: أسطوانة التوبة لتوبة الأنصاري عندها، وكان صلى الله عليه وسلم يصلي إليها نوافله وينصرف إليها بعد صلاة الصبح ويعتكف وراءها مما يلي القبلة مستندًا إليها، وهي الرابعة من المنبر والثانية من القبر، والخامسة من رحبة المسجد بين أسطوانة عائشة وبين اللاصقة بالشباك، وكانت اللاصقة موضع السرير النبوي، كان تارة عندها وتارة عند أسطوانة التوبة.

الثالثة: أسطوانة علي الرضا، وهي خلف اسطوانة التوبة التي يصلي عندها أمراء المدينة غالبًا.

الرابعة: أسطوانة الوفود، سميت بذلك لجلوسه صلى الله عليه وسلم إليها للوفود، كان يجلس إليها أفاضل الصحابة.

الخامسة: أسطوانة التهجد...

السادسة: اللاصقة بالشباك المتقدم.

السابعة: هي التي إليها المحراب النبوي.

الثامنة: هي التي علم المصلى الشريف كان جذعه الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب اتكأ عليه أمامها في محل كرسي الشمعة.

الأدب الثامن والثمانون [99]: يأتي الآبار النبوية ويتبرك بها إن تيسر وإلا فببعضها، وهي كثيرة جدًا، المشهور منها سبع، نظمها الحافظ الفقيه المراغي فقال: [الطويل]

إذا رمتَ ءابارَ النبي بطيبةٍ *** فعدتُها سبعٌ مقالاً بلا وهْنِ
أَرِيسٌ وغرسٌ رُومَةٌ وبُضاعةٌ *** كذا بصةٌ بيرحاء مع العهنِ

وبيانها موضحة، بئر أريس وضع فيها خاتم النبي صلى الله عليه وسلم وتفل فيها على ما قيل، وبئر غَرس بفتح الغين المعجمة وقيل بضمها وسكون الراء كان يشرب منها النبي صلى الله عليه وسلم وغسل منها بعد موته بوصيته صلى الله عليه وسلم وبصق فيها، وبئر بضاعه بضم الموحدة وحكي كسرها، مع اعجام الذاد فيها وحكي إهمالها بصق فيها عليه أفضل الصلاة والسلام وشرب منها، والمريض في زمنه صلى الله عليه وسلم يغسل ثلاثة أيام فيشفى، وبئر البصة بتخفيف الصاد ويجوز تشديدها غسل صلى الله عليه وسلم رأسه منها بماء مع سدر ثم صب الغسالة.

الأدب التاسع والثمانون [100]: أن يجتهد في إكرام مَشَاهِدِهِ الشريفة وملامس يده المنيفة ومشاهدة ءاثاره، فتعظيم ذلك وإكرامه من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك التشفي بغبار المدينة، فينبغي أن يتشفى به بصدق نية وحسن طوية فيشفى ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم... ومن ذلك التبرك بأكل سبع تمرات مما بين لابيتها لم يضر شىء حتى يُمسي.

91- في كتاب التبرك بالصالحين وءاثارهم [101] أنه لما أراد سوقة والد محمد استئجار دار ليجلس ويشتري ويبيع فيها قال له عمرو بن حريث [مالك الدار]: إن هذه الدار مباركة على من سكن فيها مباركة على من باع فيها واشترى... وعلل ذلك بقوله: إن المال الذي اشتراه بها خلطته أمه بمال كان قد وهبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التبرك بالماء [102]: النوع الآخر من أنواع التبرك وهو التوسل بما يتساقط من ماء وضوء الصالحين أو بما يغسلون به بعض أطرافهم أو بما يرقون ويكتبون عليه من وسائر أو بما ينفثون عليه من مشروب أو ممسوح تأسيًا منهم في ذلك بما كان يفعله الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قد ورد أنهم كانوا يتخذون كل ماء مس بعض أطرافه عليه السلام وسيلة للشفاء، وربما تضلعوا منه بنية التبرك، يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه: قد رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد حضرت العصر وليس معنا ماءٌ غير فضلة فجعل في إناء فأتى النبي صلى الله عليه وسلم به فأدخل يديه فيه وفرج بين أصابعه ثم قال: "حي على أهل الوضوء والبركة من الله"، فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه فتوضأ الناسُ وشربوا فجعلت لا ءالو ما جعلت في بطني منه فعلمت أنها بركة. أخرجه البخاري [103].

وورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه كان يرى ولع الصحابة وحرصهم على التبرك بماء وضوئه فيقرهم على ذلك ولا ينهاهم عن شرابه لعلمه أن البركة التي تصيب الماء المماس لأعضائه كافية بإضن الله في تحقيق رغبة من يستفيد منها.

ورووا أنهم كانوا يتسارعون ويبتدرون وضوءه فمن أصاب منه شيئًا تمسح به ومن لم يصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه. رواه البخاري [104].

وأورد البخاري ومسلم في صحيحهما [105] أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أحيانًا يبادر فيأمر الناس بأن يشربوا ويتبركوا بما مس جسده من ماء، وربما قاسموا في ذلك بعض أزواجه، مما يفيد أحد الأمور الآتية [106]:

1- إما أن بعض ما يمس جسده من ماء أفضل من بعض، بدليل أن سيدتنا أم سلمة وهي زوجه عليه السلام أمرت أبا موسى ومن معه بأن يفضلا لأمهما من الماء الذي غسل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ووجهه ومج فيه، مع العلم بأنه عليه السلام كان يبيت عندها، ويتوضأ للصلاة، ويشرب مما عندها من الماء.

2- أو أن حب الصحابة والصحابيات بما فيهن الزوجات لرسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الجميع يتحينون كل فرصة تتاح لهم للتبرك من ما مس جسده الشريف من ماء.

3- أو أن خاصيته تلك الحالة التي كان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي دفعته عليه السلام لأن يأمر الناس بالتبرك بما مس جسده من ماء، كما دعت السيدة أم سلمة أن تطلب بأن يحتفظ لها بنصيب من هذا الماء المبارك المتميز على غيره، وورد كذلك أنه عليه السلام كان أحيانًا يمسح بنفسه وجه الآخرين من فضل ماء وضوئه.

وجاء عنه عليه السلام ما يفيد حرصه على الاحتفاظ بآثاره وإطالة أمر الاستفادة منها حتى ولو أدى ذلك إلى إدخال عنصر إضافي عليها للأداء الأمثل لغرضها، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على مشروعية الاهتمام بالآثار عامة، وءاثار الصالحين والأنبياء بصفة خاصة، والمثال الذي سنذكره بعد وإن أشار إلى نوع من الآثار يكثر وجوده في كل عنصر وفي كل بلد فإن إشارته إلى الآثار النادرة ذات المغزى الخاص تكون من باب أولى.

لقد جاء عن طلق بن علي قال: خرجنا وفدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا، فاستوهبناه من فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ وتمضمض، ثم صبّه لنا في إداوة، وامرنا فقال لنا: "اخرجوا فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم، وانضحوا مكانها بهذا الماء، واتخذوها مسجدًا"، قلنا: إن البلد بعيد، والحر شديد، والماء ينشف فقال: "مدوه من الماء فإنه لا يزيد إلا طيبًا". رواه السيوطي في جامع الأحاديث.

92- الآثار التي وردت بِشأن مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤوس الصحابة، صغارًا وكبارًا، والدعاء لهم بل ومسح بعض أجزاء من جسمهم وإجلاس البعض منهم على حجره كثيرة، وهي في حد ذاتها تعد دليلاً شرعيًا لكل من تأسى أو أراد التأسي بالسلف الطاهر، فالتمس البركة من معاصريه من الصالحين، كما أنها كذلك حجة دامغة ونصرة علمية دافعة لكل من أولع جهلاً أو تقليدًا أو عنادًا ومكابرة بالمشي مكبًا على وجهه في طريق المغضوب عليهم والضالين.

تلك الآثار تتمثل في نماذج كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:

1- ما روي من أن عبد الرحمن وعبد الله ابني الحارث أتي بهما إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فبرك عليهما ومسح برأسيهما، حتى لقد ورد أنهما كانا إذا حلقا رأسيهما نبت موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الباقي [107].

2- ما روي من أنه عليه السلام وضع يده على رأس خادمه عياذ بن عمرو [108] الأزدي أو السلمي، فأمرّها على وجهه وصدره تبريكًا له وتكريمًا.

3- ما روي من أن أم حسان بن شداد التميمي الطهوي وفدت بابنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني وفدت إليك بابني هذا لتدعو له أن يجعل الله فيه البركة، ..... فتوضأ وفضل من وضوئه فمسح وجهه وقال: "اللهم بارك لها فيه" [109].

4- ما روي عن حاتم بن إسماعيل الجعد قال: سمعت السائب بن زيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أخي وقع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة. رواه البخاري [110].

93- جاء في المسند [111] للإمام أحمد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى امرأة من غفار قلادة، ووضعها بيده في عنقها قالت: واللهِ لا تفارقني. فلما ماتت أوصت أن تدفن معها.

94- قال أمير المؤمنين سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه الكريم [112]: إن أعرابيًا قدم علينا بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحثا من ترابه على رأسه وقال: يا رسول الله قلت فسمعنا قولك، ووعيت عن الله سبحانه فوعينا عنك، وكان فيما أنزل عليك: {ولو أنَّهُم إذْ ظلموا أنفُسَهُم جاءُوكَ فاستَغْفَروا اللهَ واستغفرَ لهم الرسولُ لَوَجدوا الله توَّابًا رحيمًا} [سورة النساء/64] وقد جئتك تستغفر لي. فنودي من القبر: قد غُفر لك.

95- طلب الإمام مالك من هارون الرشيد ألا ينقض منبره عليه الصلاة والسلام ليُجعل من جواهر وذهب وفضة، وقال له: لا أرى أن تحرم الناس أثر النبي صلى الله عليه وسلم [113].

96- في كتاب الشفا للقاضي عياض أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يضع يده على مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم يضعهما على وجهه. وهذا تبرك بما مس ثيابه صلى الله عليه وسلم. وقال الشهاب في شرحه عليه: رواه ابن سعد، وهو يدل على جواز التبرك بالأنبياء والصالحين وءاثارهم وما يتعلق بهم، ولا عبرة بمن أنكر ذلك من جهلة عصرنا اهـ.


97- في زبدة الأعمال [114]: إن المنبر الذي زاده معاوية تهافت على طول الزمان وإن بعض خلفاء بني العباس جدد منبرًا، واتخذ من بقايا أعواد منبر النبي صلى الله عليه وسلم أمشاطًا للتبرك بها، ولم يزل ذلك إلى أن احترق المسجد النبوي.

98- قال السمهودي في الوفا [115]: بئر أهاب بصق فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بئر زمزم، ولم يزل أهل المدينة قديمًا وحديثًا يتبركون بها وينقلون إلى الآفاق من مائها، وفيه أنها بئر فاطمة بنت الحسين.

ومما يتبرك به [116] بقبا دار سعد بن خيثمة في قبلة مسجد قبا لأنه ورد أنه عليه السلام اضطجع فيه.

99- في كتاب مثير الغرام الساكن إلى أشراف الأماكن [117]: أخبرنا محمد بن ناصر، أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت منصور بن عبد الله الأصبهاني يقول: سمعت أبا الخير الأقطع يقول: دخلت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا بفاقة، فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقًا فتقدمت إلى القبر وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر وقلت: أنا ضيفك الليلة يا رسول الله، وتنحيت ونمت خلف المنبر. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعلي بن أبي طالب بين يديه فحركني علي وقال لي: قم، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقمت إليه وقبلت بين عينيه، فدفع إلي رغيفًا فأكلت نصفه انتبهت فإذا في يدي نصف رغيف.

وفي نفس الكتاب مثير الغرام الساكن إلى أشراف الأماكن [118]: وهي ثمانية عشر موضعًا:

المكان الأول: البيت الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عقيل بن أبي طالب قد أخذه حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يزل بيده وولده حتى باعوه من محمد بن يوسف أخي الحجاج، فأدخله في داره التي يقال لها "البيضاء"، وتعرف اليوم بدار ابن يوسف، فلم يزل ذلك البيت في الدار حتى حجّت الخيزران جارية المهدي، فجعلته مسجدًا يصلى فيه، واخرجته من الدار إلى الزقاق الذي يقال له "زقاق المولد".

المكان الثاني: منزل خديجة رضي الله عنها، وهو البيت الذي كان يسكنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه توفيت خديجة، ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم مقيمًا به حتى هاجر، فأخذه عقيل، ثم اشتراه منه معاوة... فجعله مسجدًا يصلى فيه، وبناه، وفتح فيه معاوية بابًا من دار أبي سفيان، وهي الدار التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح: "من دخل دار أبي سفيان فهو ءامن" [119].

المكان الثالث: مسجد في دار الأرقم بن الارقم، وهي التي يقال لها "دار الخيزران"، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقعد فيها في بداية البعثة.

المكان الرابع: مسجد بأعلى مكة عند الردم، عند بئر جُبير بن مطعم، يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه.

المكان الخامس: مسجد بأعلى مكة يقال له: مسجد الجن، وهو فيما يقال موضع الخط الذي خطه لابن مسعود ليلة الجن، ويقال له "مسجد البيعة"، فيقال: إن الجن بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هنالك.

المكان السادس: مسجد بأعلى مكة أيضًا يقال له "مسجد الشجرة" يقابل مسجد الجن، يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا شجرة كانت في موضع المسجد فأقبلت تخط الأرض، حتى وقفت بين يديه، ثم أمرها فرجعت.

المكان السابع: مسجد تسميه أهل مكة "مسجد عبد الصمد بن علي" لأنه بناه.

المكان الثامن: مسجدج عن يمين الموقف، يقال له "مسجد إبراهيم"، وهو غير مسجد عرفة الذي يصلي فيه الإمام.

المكان التاسع: مسجد بمنى يقال له "مسجد الكبش"، لأن الكبش الذي فدا به إبراهيم ولده نزل هنالك.

المكان العاشر: مسجد بأجياد، وفيه موضع يقال له "المتكأ" يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم اتكأ هناك.

المكان الحادي عشر: مسجد على جبل أبي قبيس يقال له "مسجد إبراهيم"، وبعضهم يقول: هو مسجد لرجل يقال له إبراهيم وليس الخليل.

المكان الثاني عشر: مسجد بأعلى مكة عند سوق الغنم، يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم بايع الناس عنده يوم الفتح.

المكان الثالث عشر: مسجد العقبة حيث بايع الأنصار.

المكان الرابع عشر: مسجد بذي طوى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل هنالك حين يعتمر وحين يحج، تحت سمرة في موضع المسجد، وبنته زبيدة بازج.

المكان الخامس عشر: مسجد الجعرانة حيث أحرم النبي صلى الله عليه وسلم بعمرة.

المكان السادس عشر: مسجد التنعيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن أبي بكر: "عمّر أختك من التنعيم فإذا أهبطت بها الأكمة فمرها فلتحرم" رواه أبو داود [120].

المكان السابع عشر: مسجد في جبل حراء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعبد فيه.

المكان الثامن عشر: مسجد في جبل ثور، وهو الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه.

100- قال السيد جعفر ابن السيد إسماعيل المدني البرزنجي في كتابه نزهة الناظرين في مسجد سيد الأولين والآخرين: فائدة: رأيت بهامش فتاوى لبعض أهل المدينة بخط بعض العلماء ما نصه: ومن سنن المدنيين إذا ثقل لسان صبيهم وأبطأ كلامه جاؤوا به إلى باب الحجرة الشريفة فيأخذون مفتاحه ويلحسه مرارًا فإنه ينطق بإذن الله تعالى، هكذا تلقيناه من أكابر أهل المدينة المنورة انتهى. ونظير ذلك ما قاله الفاكهي: كان من سنن المكيين وهو على ذلك إلى اليوم إذا ثقل لسان الصبي وأبطأ كلامه عن وقته جاؤوا به إلى حجبة الكعبة فسألوهم أن يدخلوا مفتاح الكعبة في فمه فيأخذه الحجبة فيدخلونه خزانة الكعبة ثم يغطون وجهه ثم يدل مفتاح الكعبة في فمه فيتكلم سريعًا وينطلق لسانه بإذن الله تعالى، وذلك مجرب بمكة إلى يومنا هذا اهـ. وزاد غيره، ولا يخصون بذلك من ثقل لسانه، بل يفعلون ذلك بالصغار مطلقًا تبركًا بذلك ورجاء أن يمن عليهم بالحفظ والفهم، قال: وقد فعل ذلك بنا ءاباؤنا وفعلناه بأولادنا، والحمد لله على ذلك اهـ. أقول: والذي رأيناه من عادة أهل المدينة أيضًا تأتي الأمهات بأطفالهن بعد صلاة المغرب إلى باب الحجرة الشريفة جهة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها لليلة الجمعة وليلة الاثنين بعد تمام الأربعين يومًا من الولادة غالبًا فيأخذهم خدمة الحجرة الشريفة ويذهبون بهم الحجبة مقابل الوجه الشريف فيقفون بهم ويدخلون بهم ويدخلونهم تحت السترة الشريفة لحظة يسيرة تبركًا ورجاء أن يمن عليهم بالحفظ والسلامة من العاهات والامراض وبطول العمر وغير ذلك. وما تقدم عن بعض العلماء من سنن أهل المدينة من لحس من ثقل لسانه من صبيانهم مفتاح باب الحجرة الشريفة وإن لم نر من فعله في زماننا هذا هو مما يرغب فيه ويُعتنى به لما ذكره تبركًا وتفاؤلاً ورجاء من الله أن يمن عليهم بالحفظ والفهم وطلاقة اللسان، وأن لا يخص بذلك من ثقل لسانه منهم فقط بل الأولى أن يفعلوا ذلك بعموم أطفالهم لذلك كما يفعله أهل مكة بمفتاح باب الكعبة كما مر، ولعل مستند أهل مكة في ذلك إدخال عبد المطلب النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة يوم ولد شكرًا لله تعالى، فضاهاهم أهل المدينة بإدخال أطفالهم الحجرة الشريفة ولحسهم مفتاحها.

وقال البرزنجي في نفس الكتاب: وجدير لمواطن عمرت بالوحي والتنزيل، وتردد بها جبريل وميكائيل، وعرجت منها الملائكة والروح، وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، وانتشر عنها من دين الله وسنة رسوله ما انتشر، مدارس ءايات، ومساجد صلوات، ومشاهد الفضل والخيرات، ومعاهد البراهين والمعجزات، ومناسك الدين ومشاعر المسلمين، ومواقف سيد المرسلين، ومتبوء خاتم النبيين وأفضل أرض مس جلد المصطفى ترابها، أن تعظم عرصاتها، وتتنسم نفحاتها، وتقبل ربوعها وجدرانها اهـ.

وقال البرزنجي في نفس الكتاب: بعدما سمع صوت هدة في الحجرة الشريفة انتخبوا لدخولها بعض الصالحين وهو الشيخ عمر النشائي الموصلي المجاور بالمدينة المنورة وأنزلوه بالحبال من الخوخة التي بالسقف إلى الحظير الذي بناه عمر ودخل منه إلى الحجرة ومعه شمعة يستضيء بها فرؤي شىء من طيب السقف وقع على القبور فأزال وكنس التراب بلحيته قيل إنه كان مليح الشيبة.

101- ومن بركات كف النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه الحافظ أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة [121]: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أصبت بثلاث، موت النبي صلى الله عليه وسلم وكنت صويحبه وخويدمه، وقتل عثمان، والمزود، قالوا: يا أبا هريرة: وما المزود؟ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصاب الناس مخمصة [122] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة هل من شىء"؟ قلت: نعم شىء من تمرٍ في المزود، قال: "ائتني به"، فأتيته به فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها، ثم قال: "ادع لي عشرة"، فدعوت عشرة، فأكلوا حتى شبعوا، فما زال يصنع ذلك حتى أطعم الجيش كلهم وشبعوا، ثم قال لي: "خذ ما جئت به فأدخل يدك فيه وأقبض ولا تكبه"، فقال أبو هريرة: فقبضت على أكثر مما جئت به، ثم قال أبو هريرة: ألا أحدثكم كم أكلت منه؟ أكلت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياة أبي بكر وأطعمت، وحياة عمر وأطعمت وحياة عثمان وأطعمت، فلما قتل عثمان رضي الله عنه انتهب بيتي وذهب المزود.

102- رجل من علماء المسلمين في القرن السابع الهجري اسمه شرف الدين محمد البويصري أصيب بفالج أبطل نصفه فأقعده الفراش، ففكر بإنشاء قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل ويستشفع به إلى الله عز وجل، فعمل قصيدة مطلعها: [البسيط]

أمنْ تذكرِ جيرانٍ بذي سلمِ *** مزجت دمعًا جرى من مقلةٍ بدمِ

ومنها قوله:

محمدٌ سيدُ الكونينِ والثَّقلينِ *** والفريقينِ من عُرْبٍ ومن عَجَمِ
هو الحبيب الذي تُرجى شفاعتهُ *** لكلِ هولٍ من الأهوالِ مقتحمِ
فاقَ النبيينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ *** ولم يُدانُوهُ في عِلمٍ ولا كَرَمِ

ثم نام فرأى في منامه سيدنا محمدًا عليه الصلاة والسلام فمسح عليه بيده المباركة فقام من نومه وقد شفاه الله مما هو فيه وعافاه، فخرج من بيته فلقيه بعض فقراء الصوفية فقال له: يا سيدي أريد أن أسمع القصيدة التي مدحت بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: وأيَّ قصيدة تريد؟ فإني مدحته بقصائد كثيرة، فقال: التي أولها: "أمن تذكر جيران بذي سلم" واللهِ لقد سمعتها البارحة في منامي وهي تنشد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسمع وقد أعجبته.

وهذه القصيدة مشهورة في كل الدنيا بقصيدة البُردة.

ولقد أحسن الشاعر حين قال: [الكامل]

مدحُ الرسولِ عبادةٌ وتَقَرُّبُ *** للهِ فاسْعَوْا للمدائحِ واطربوا
فبمدحهِ البركاتُ تنزِلُ جَمَّةً *** وبمدحهِ مُرُّ الحناجرِ تِعْذُبُ

103- لقد عظّم المسلمون كل ما له علاقة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجلّوا الأزمنة التي تخصه، مثل يوم مولده ويوم هجرته، والأمكنة التي تقلّب فيها مثل مكان مولده وتعبده ومسجده ومدفنه، وتعلقوا بالأدوات التي كان يستخدمها في حياته من سرير ولباس وءانية، وغير ذلك من متاع. وحرصوا أشد الحرص على ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها بعد موته، وتبركوا بآثاره، فالخلفاء ظلوا يتوارثون بردته وجعلوها علامة الخلافة، وكدّوا أنفسهم في تحصيل كل ما له علاقة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وصل إلى العصر المملوكي ثم العصر العثماني ثم يومنا هذا شىء من هذه الآثار.

ولا شك في أن وجود هذه الآثار أمام عيون الناس قد هيّج وَجْدهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفعهم إلى مدحه ومناجاته، فقال ابن الخطيب داريا [جلال الدين] في هذه الآثار: [الكامل]

يا عينُ إن بَعُدَ الحبيبُ ودارُهُ *** ونأتْ مرابِعهُ وشَطَّ مَزارهُ
فلقد ظَفِرْتِ مِنَ الزمانِ بطائلٍ *** إنْ لمْ تَرَيْهِ فهذهِ ءاثارُهُ

ولابن رشيد السبتي أبيات كتبها على حذو صورة نعل النبي صلى الله عليه وسلم بدار الحديث الأشرفية، وهي: [الطويل]

هنيئًا لعيني أنْ رأتْ نعلَ أحمدٍ *** فيا سعدَ جدي قد ظَفِرْتِ بِمقصدي
وقبَّلتُها أشفي الغليلَ فزادني *** فيا عجبًا زادَ الظَّما عند موردي
ولله ذاك اليومُ عيدًا ومَعْلَمًا *** بمطلعه أرّختُ مولدَ أسْعُدي
وعليه صلاةٌ نشرُها طيّبٌ كما *** يُحبُّ ويَرضى ربُّنا لمحمدِ

ويظهر أن الناس في ذلك الوقت قد صنعوا أمثلة لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتناقلوها في الأمصار الإسلامية، ليشبعوا حنينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده المبارك، وفضولهم إلى معرفة شكل الأشياء التي كان يستعملها النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه الأمثلة تُثيرُ كوامن نفوس الشعراء، فينظمون فيها الشعر الذي يظهرون فيه مشاعرهم الدينية، ومحبتهم الكبيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وانتشر الحديث شعرًا على النعل النبوي الشريف في المغرب العربي خاصة، فاتخذه الشعراء وسيلة لإظهار عواطفهم الدينية، وتوطئة لمدح صاحب النعل صلى الله عليه وسلم، فزادوا بذلك معاني المِدحة النبوية، وحركوا مضمونها، فأكثروا من نظم القصائد التي تتحدث عن نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

104- عن أنس بن مالك قال: "لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس عند رأسها فقال: "رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعينني، وتعرين وتكسينني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعمينني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة". ثم أمر أن تغسل ثلاثًا وثلاثًا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه [أي لفها بقميصه]، وكفنت فوقه، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلامًا أسود ليحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه، وقال: "الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقّنها حجتها، ووسّع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذي من قبلي، فإنك أرحم الراحمين" ثم كبّر عليها أربعًا، ثم أدخلها القبر هو صلى الله عليه وسلم والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم" رواه الطبراني في معجميه الكبير والأوسط [123].

فالنبي صلى الله عليه وسلم لفها بقميصه ولا دخل في قبرها إلا ليبركها به وبآثاره، وهذا دليل على أن ذلك جائز فينفع الأحياء والأموات من المسلمين.

105- روى مسلم في صحيحه [124] عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي". ثم قال أبو هريرة: فزارها ووقف عند قبرها فبكى وأبكانا. وقبر السيدة ءامنة المؤمنة التقية الرضية الولية في الأبواء هو مكان بين مكة والمدينة، والناس يزورونه ويتبركون به، فهو مكان جاء إليه النبي صلى الله عليه وسلم ووقف فيه فحلّت فيه البركات وغمرته الأنوار، فهنيئًا لمن زار قبر السيدة ءامنة ووقف عنده لعله يصيب ببعض جسده مكانًا أصابته قدم المصطفى صلى الله عليه وسلم.

106- قدم مُوفَدُ صاحب المدينة المنورة على السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، ومعه الهدايا. فلما جلس أخرج من كمه مروحة بيضاء عليها سطران بالسعف الأحمر وقال: الشريف يخدم مولانا السلطان ويقول: هذه المروحة، ما رأى مولانا السلطان ولا أحد من بني أيوب مثلها! فتعجب السلطان صلاح الدين الأيوبي. فقال الموفد: يا مولانا السلطان: لا تعجل قبل تأملها! وكان السلطان صلاح الدين ملكًا حليمًا، فتأملها فإذا عليها مكتوب: [الخفيف]

أنا من نخلةٍ تجاورُ قبرًا *** ساد من فيه سائرَ الناس طُرَّا
شمَلتني عنايةُ القبرِ حتى *** صرتُ في راحةِ ابنِ أيوبَ أُقْرا

وإذا هي من خوص النخل الذي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقبلها السلطان صلاح الدين رضي الله عنه ووضعها على رأسه، وقال لموفد صاحب المدينة: صدقتَ فيما قلتَ من تعظيم هذه المروحة [125].


الهوامش:

[1] رواه ابن ماجه: المناسك: باب الشرب من زمزم. وأحمد في المسند. والبيهقي في السنن. وصححه ابن عيينة والسيوطي في حاشيته على سنن ابن ماجه.
[2] أخرجه الترمذي في سننه: كتاب الفتن: باب ما جاء في لزوم الجماعة.
[3] التحفة [م4/145].
[4] انظر "عمدة القاري": كتاب الحج: باب ما ذكر في الحجر الأسود [م5/ج9/ص241]، ط دار الفكر.
[5] عمدة القاري [ج9/241].
[6] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب اللباس: باب البرود والحبر والشملة.
[7] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الجنائز: باب من استعد الكفن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر عليه.
[8] أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب اللباس: باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء وخاتم الذهب والحرير على الرجال وإباحته للنساء.
[9] المسند، عبد الله بن الزبير الحميدي [ت219هـ]، تحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية بيروت، ج2، لاط، لات، ص293.
[10] غاية المنتهى [1/259-260].
[11] طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي [ت771هـ]، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناحي، ج2، لاد، لاب، لاط، لات، ص/36.
[12] تاريخ بغداد أحمد بن علي الخطيب البغدادي [ت463هـ]، دار الفكر، لبنان، لام، ج1، لاط، لات، ص123.
[13] مناقب الإمام أحمد بن حنبل، عبد الرحمن بن الجوزي [ت597هـ]، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي، مكتبة الخالجي، مصر، ط1، 1399هـ، ص/242 و371.
[14] عمدة القاري شرح صحيح البخاري، محمود بن أحمد العيني [ت855هـ]، تحقيق جمع من العلماء، إدارة الطباعة المنيرية، مصر، م31، ج9، لاط، لات، ص241.
[15] صحيح مسلم: كتاب الأشربة: وفيه ذكر الثوم بدل البصل.
[16] صحيح البخاري: كتاب المناقب: باب خاتم النبوة.
[17] صحيح البخاري: كتاب المناقب: باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
[18] صحيح البخاري: كتاب اللباس: باب القبة الحمراء من أدم.
[19] العَنَزَة: عصا أقصر من الرمح.
[20] المستدرك [2/618].
[21] المطالب العالية [4/90].
[22] صحيح البخاري: كتاب الوضوء: باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان.
[23] صحيح مسلم: كتاب الفضائل: باب قرب النبي عليه الصلاة والسلام من الناس وتبركهم به.
[24] نفس المصدر والكتاب والباب.
[25] سنن الترمذي: كتاب الأشربة: باب ما جاء في الرخصة في ذلك.
[26] رياض الصالحين ص/297.
[27] تاريخ دمشق لابت عساكر [16/47-48].
[28] زاد المسلم [ج5/389].
[29] صحيح البخاري: كتاب الاستئذان: باب من زار قومًا فقال عندهم.
[30] البداية والنهاية [10/334].
[31] مسند أحمد [4/42].
[32] المعجم الكبير بنحوه [4/16].
[33] مسند أحمد في حديث طويل [5/67-28].
[34] مجمع الزوائد [9/408].
[35] مسند أبي يعلى [6/211].
[36] مسند أحمد [5/422].
[37] المعجم الكبير [4/189].
[38] ج1، ص/171.
[39] ج3، ص/319.
[40] في كتابه "الحكايات المنثورة" ص/3834.
[41] في كتابه "القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع".
[42] في كتابه "مثير الغرام الساكن إلى أشراف الأماكن" ص/297.
[43] انظر "البداية والنهاية" لابن كثير [7/91-92].
[44] فتح الباري [2/495-496].
[45] مصنف ابن أبي شيبة: باب مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم [4/121].
[46] انظر "كشاف القناع" [2/150].
[47] العلل لمعرفة الرجال لأحمد [2/492].
[48] ج1.
[49] سير أعلام النبلاء [4/42].
[50] موطأ مالك: أبواب الصلاة: باب ما جاء في الدعاء [ص/171].
[51] دلائل النبوة [2/355].
[52] صحيح البخاري: كتاب الصلاة: كتاب المساجد في البيوت.
[53] صحيح البخاري: كتاب الجنائز: باب غسل الميت ووضوئه بالماء والسدر.
[54] وفاء الوفا [4/1356].
[55] شفاء السقام ص/52-53.
[56] صحيح البخاري: كتاب الطب: باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم.
[57] صحيح البخاري: كتاب فضائل المدينة: بعد باب المدينة تنقي الخبث.
[58] أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" [6/86].
[59] أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" [2/560 و588].
[60] الثقات [8/457].
[61] تهذيب التهذيب [11/261] ترجمة يحيى بن يحيى.
[62] سير أعلام النبلاء [10/107].
[63] تاريخ بغداد [1/122].
[64] كتاب المنتظم.
[65] وفاء الوفا [4/1405].
[66] قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[67] ص 236.
[68] الإنصاف [2/526].
[69] قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[70] مسند أحمد [3/408].
[71] سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب كيف الأذان.
[72] مجمع الزوائد [ج5/ص165].
[73] صحيح البخاري: كتاب الصلاة: باب المساجد التي على طرق المدينة.
[74] مسند أحمد [4/161].
[75] أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وابن سعد في الطبقات [4/306].
[76] أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
[77] نفس المصدر.
[78] محمود حرب، دار القلم، دمشق، ط1، 1989م.
[79] في الأصل مكتوب "حضرة".
[80] سبب عدم استقامة هذه الأبيات على الأوزان المعروفة أنها مترجمة من التركية إلى العربية.
[81] رُوي في كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له قضيب من شوحط يسمى الممشوق، قيل هو الذي كان الخلفاء يتداولونه. والشوحط ضرب من شجر الجبال.
[82] مسند أحمد [1/372].
[83] مسند أحمد [4/318].
[84] صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب غزوة الطائف.
[85] صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين رضي الله عنهما.
[86] صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب غزوة خيبر.
[87] صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب غزوة خيبر.
[88] نفس المصدر.
[89] نفس المصدر.
[90] صفة الصفوة.
[91] تاريخ دمشق [18/183].
[92] طبقات الأولياء [ص/408].
[93] وفيات الأعيان [5/424].
[94] وفيات الأعيان [6/394].
[95] عمدة القاري شرح صحيح البخاري [ج9/ص241].
[96] مسند أبي يعلى [6/211].
[97] كتاب "حسن التوسل في ءاداب زيارة أفضل الرسل" ص/56.
[98] كتاب "حسن التوسل في ءاداب زيارة أفضل الرسل" ص/78.
[99] كتاب "حسن التوسل في ءاداب زيارة أفضل الرسل" ص/84.
[100] نفس المصدر ص/85.
[101] ص/55.
[102] كتاب التبرك بالصالحين وءاثارهم ص/60.
[103] صحيح البخاري: كتاب الأشربة: باب شرب البركة والماء المبارك.
[104] صحيح البخاري: كتاب الصلاة: باب الصلاة في الثوب الأحمر.
[105] راجع ص/41-42، رقم83.
[106] كتاب "التبرك بالصالحين وءاثارهم" ص/62.
[107] الإصابة ج/3.
[108] الإصابة [3/46].
[109] الإصابة [ج1/ص327] وأسد الغابة [ج2/ص8].
[110] صحيح البخاري: كتاب الوضوء: باب استعمال فضل وضوء الناس.
[111] مسند أحمد [6/380].
[112] كنز العمال [ج2/ص248] ووفاء الوفا [ج2/ص1361].
[113] كتاب "تبرك الصحابة" تأليف العلامة محمد طاهر الكردي المكي الخطاب ص/52.
[114] ج2/ص373.
[115] ص122.
[116] ص:141.
[117] ص/275.
[118] ص/190.
[119] صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير: باب فتح مكة.
[120] سنن أبي داود: كتاب المناسك: باب المهلة بالعمرة تحيض فيدركها الحج فتنقض عمرتها وتهل بالحج هل تقضي عمرتها؟
[121] دلائل النبوة [2/435].
[122] مجاعة.
[123] المعجم الكبير [24/351-352]، والمعجم الأوسط [1/111].
[124] صحيح مسلم: كتاب الجنائز: باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل في زيارة قبر أمه.
[125] طرائف ونوادر من عيون التراث العربي، نايف معروف، دار النفائس، ج2، ط3، 1992، ص/50.


خلاصة



إن التبرك بآثار النبي والأنبياء والاولياء والصالحين عمل يحبه الله، وهو طاعة لله وقربةٌ له، وهو تعظيم لمن عظّمهم الله، فمن ضلّل الأمة وكفّرها لأجل أنها تتبرك وتتوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين، فتكفيره هذا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي علّم الأمة أن تتبرك به وبآثاره. وهذا فعل الصحابة ومن بعدهم إلى يومنا هذا، وقد قدمنا لك –أيها القارئ الكريم- عشرات الأدلة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن بعدهم إلى يومنا هذا، وهو إجماع قولي وعملي، والحاصل من هذه الأحاديث والآثار أن التبرك به صلى الله عليه وسلم وبآثاره وبكل ما هو منسوب إليه، وكذلك التبرك بالصحابة والصالحين وكل ما هو منسوب إليهم بنية مرغوبة وطريقة محمودة مشروعة، هو تبرك مستحب، ويكفي في إثبات ذلك فعل خيار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وتأييد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بل وأمره مرةً وإشارته أخرى إلى فعل ذلك، وقد تبين أن كثيرًا من الصحابة الكرام كانوا على هذا المسلك كالخلفاء الراشدين وعبد الله بن عمر وأم سلمة وخالد بن الوليد وواثلة بن الأسقع وسلمة بن الأكوع وأنس بن مالك وأم سليم وأسيد بن حضير وسواد بن غزية وسواد بن عمرو وعبد الله بن سلام وأبي موسى وعبد الله بن الزبير وسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم وسبرة خادم أم سلمة ومالك بن سنان وأسماء بنت أبي بكر وأبي محذورة سَمرة بن مِعير مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم وغيرهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

قال أهل العلم والفهم: "من قال قولاً يتوصل به لتضليل الأمة فهو كافر".

وهؤلاء الذين ينتسبون إلى الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه كذبًا وزورًا ويكفّرون المتبركين يكونون بذلك قد كفّروا من ينتسبون إليه، لأنه كان رضي الله عنه يتبرك بشعرات الرسول صلى الله عليه وسلم وبقصعته، وشرب الماء الذي غسل به قميص الشافعي، فانتسابهم إليه لا ينفعهم، فأحمد بن حنبل كان منزهًا لله عن الجسم والحجم والشكل والصورة والتحيز بالمكان وقال: "من قال إن الله جسم لا كالأجسام كفر". رواه الحافظ بدر الدين الزركشي في كتابه تشنيف المسامع عن أبي الفضل التميمي عن أحمد.

إن الإمام أحمد رضي الله عنه كان منزهًا ويقول بجواز التوسل والتبرك، وهم يكفرونه على ذلك، ومع ذلك ينتسبون إليه، فما هذا التناقض العجيب!!!


المبشرات في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام



{وبشر الذينَ ءامنوا وعَمِلوا الصالحاتِ أنَّ لهُم جناتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ} [سورة البقرة/25].

وكلُّ ما أتى به الرسولُ *** فحقُّهُ التسليمُ والقَبولُ

لذلك كان المؤمن تواقًا لدخول الجنة خائفًا من سوء الخاتمة، يدعوه الخوف والقلق للاستعداد ليوم المعاد وللرحيل عن الدنيا للآخرة بخير زاد. والنبي صلى الله عليه وسلم بشر بالعموم كما في قوله: "مَنْ قالَ: "رضيتُ بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ نبيًّا" أنا الزعيمُ يوم القيامةِ لآخُذَنَّ بيدهِ حتى أُدخِلهُ الجنة" رواه الطبراني [1].

كما بشر البعض بخصوصه، فلقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر في الجنة وأن عمر في الجنة وأن عثمان وعليًّا وطلحة والزبير وسعدًا وسعيدًا وعبد الرحمن بن عوف وأبا عبيدة كلهم في الجنة [2].

كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة [3]، وأنّ الجنة تشتاق لعلي وعمار وبلال [4]، وأنّ جعفرًا الطيار لما قُطعت يداه في غزوة مؤتة أبدله الله بهما جناحين يطير بهما في الجنة [5].

فإن قال قائل: أولئك قوم رضي الله عنهم ورضوا عنه فسعدوا بما بشرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحظوا بلقائه وباؤوا بالجنة فاطمأنت قلوبهم فهل من بشرى لنا وبيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مئات السنين؟

أبشر أخي المؤمن، فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ذهبتِ النبوة وبقيتِ المبشرات" قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: "الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له" رواه الإمام أحمد [6].

من المبشرات أن من رأى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في المنام سيفوز بحسن الختام والدخول بلا عذاب إلى جنة الخلد دار السلام، فالرسول بشَّر من رءاه في المنام بدخول الجنان فقال: "من رءاني في المنام فسيراني في اليقظة" رواه البخاري في صحيحه [7].

ولقد قال أهل العلم: إن رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام بشرى كبيرة للرائي، وهي أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل الموت، والنبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره لا يخرج منه، فيصير ما بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم من الجبال وغيرها كالبلور.

وأما ما قاله البعض: إنّ المراد باليقظة هنا الآخرة، فجواب أهل العلم على كلامه: أين المزية إذن لمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا في المنام طالما أن من مات على دينه صلى الله عليه وسلم سواء رءاه في الدنيا في المنام أم لم يره في المنام فالكل سيراه في الآخرة؟! وما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "فسيراني في اليقظة"؟! فالمراد رؤيته في الدنيا قبل الموت.

لقد ورد بالإسناد المتصل أن رجلاً كان في عصر السلف بعد نحو مئة وخمسين سنة من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم يسمى الحسن بن حي، كان من العلماء العاملين من أهل الحديث الاتقياء وله أخ مثله، هذا الحسن بن حي لما كان على فراش الموت سمعه أخوه يقرأ قوله تعالى: {ومَن يُطعِ الله والرسول فأولئكَ معَ الذينَ أنعمَ الله عليهم من النبيين والصِّدِّيقين والشهداءِ والصالحين وحَسُنَ أولئكَ رفيقًا} [سورة النساء/69].

فلما سمعه يتلو الآية قال له: يا أخي تتلو تلاوةً أم ماذا؟ قال: لا، بل أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك لي ويبشرني بالجنة وأرى الملائكة وأرى الحور العين.

بشرانا إن نحن رأينا *** في الرؤيا وجه المختار
مبتسم الثغر وضاحكه *** وضّاء بالنور الساري
من شاهد شيئًا يعجبه *** تكرارًا قد يتجنبه
وجمال الهادي نرقبه *** لن نسأم رغم التكرار

فإن قال قائل: وكيف لي أن أعرف ان الذي رأيته في المنام هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ فالجواب: أنه يقع في قلبك وتطمئن نفسك أن هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإن قال: ما أوصافه الخلقية حتى أعرفه بها؟

فالجواب: قد تراه على صورته الحقيقية وقد تراه على غير صورته الحقيقية ولكن مع اطمئنان النفس بأن من تراه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الشيطان لا يتمثل به صلى الله عليه وسلم، وأما عن أوصافه الخلقية صلى الله عليه وسلم: فإنه صلى الله عليه وسلم كامل في ذاته مكمّل في أوصافه، جميل الصورة، ظريف القوام، مربوع القامة ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير، عظيم الرأس، بعيد ما بين المنكبين، سواء البطن والصدر، مشرق الوجه، كأنه البدر ليلة التمام، أجلى الجبهة، قمري الجبين واسعه، حواجبه هلالية، كحيل الطرف، أهدب العينين، أبيض الخدين مشرب بالحمرة، يجري الحسن في خديه، عظيم اللحية، كوكبي الأنف، خاتم الفم، جميل الابتسام، مفلّج الأسنان، سلسبيل الريق، معتدل العنق في صفاء الفضة النقية.

قالت السيدة عائشة في وصف أفضل الكائنات: [الوافر]

وأجمل منك لم تر قط عين *** وأجمل منك لم تلد النساءُ
خُلقت مبرءًا من كل عيب *** كأنك قد خُلقت كما تشاء

اللهم ارزقنا رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة وفي المنام على صورته الحقيقية.

إن القلوب إلى الرسول تميلُ *** ومعي بذلك شاهد ودليلُ
أما الدليل إذا ذكرت محمدًا *** صارت دموع العاشقين تسيلُ [8]

وقد يسأل عاشق متلهف تواق لرؤية المصطفى في المنام: ما السبيل إلى رؤيته صلى الله عليه وسلم؟

فمن أسباب الرؤيا الصالحة، أن يتلو المرء سورة الكافرون قبل النوم، وأن يشتغل بالذكر حتى النوم، وينام على طهارة كاملة مستقبلاً القبلة، وأن يعلق قلبه برسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد روى أبو داود [9] عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ سَرَّهُ أن يكتالَ بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهلَ البيت فليقل: "اللهم صلِّ على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليتَ على ءال إبراهيم إنك حميد مجيد".

كذلك الإكثار من الصلاة والسلام على النبي ليلاً، ونهارًا، ومن صيغتها:

- اللهم صلّ صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًّا على سيدنا محمد الذي تنحل به العقدُ وتنفرج به الكرب وتُقضى به الحوائج وتُنال به الرغائب وحُسن الخواتيم ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى ءاله وصحبه وسلم [100 مرة].

- اللهم صل على بدر التمام، ومصباح الظلام، ومفتاح دار السلام، وشمس دين الإسلام، محمد عليه الصلاة والسلام [كل يوم 10 مرات، ويوم الجمعة 100 مرة].

اللهم صل على سيدنا محمد طبّ القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى ءاله وصحبه وسلم.

فردّد –أخي المسلم- هذه الاوراد عسى تحظى برؤيته صلى الله عليه وسلم.




الهوامش:



[1] المعجم الكبير [20/355].
[2] سنن الترمذي: كتاب المناقب: باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
[3] سنن الترمذي: كتاب المناقب: باب مناقب الحسن بن علي رضي الله عنهما.
[4] سنن الترمذي: كتاب المناقب: باب مناقب سلمان الفارسي رضي الله عنه.
[5] دلائل النبوة: [4/371].
[6] رواه أحمد في مسنده بنحوه [6/129].
[7] صحيح مسلم: كتاب التعبير: باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.
[8] الكامل.
[9] سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.


شعرة نبوية
هدية من السلطان




في سنة 1308ه/1891م [1] أهدى السلطان العثماني عبد الحميد أهلَ طرابلس [الشام] هديةً عظيمةً لا تقدَّر بثمن عبارة عن شعرةٍ نبويةٍ شريفة من أثر النبي العظيم صلى الله عليه وسلم. وهي ثروة من الثروات النورانية المباركة، وببركةِ صاحبها جعل الله لأجله رطوبة القلوب مروَّضة في بعض أهل طرابلس ليومنا هذا...

وقد أهدى السلطان تلك الشعرة الشريغة من أثر الرسول لأهل طرابلس تقديرًا لولائهم، وقد وضع الشعرة في علبةٍ من الذهب الخالص، وأرسلت مع أحد الباشوات في فرقاطة [أي سفينةٍ حربيةٍ] خاصة، وعندما وصلت إلى الميناء خرج أهالي المدينة لاستقبالها، وكانت فرحة عمَّت المدينة بأسرها، وعندما نزل الباشا العثماني حاملاً العلبة، تناولها منه الشيخ حسين رحمه الله، ووضعها على رأسه وحملها إلى الجامع الكبير. وكان الأثر الشريف مهدى في الأصل ليوضع في الجامع الحميدي، ولكن الشيخ علي رشيد الميقاتي أقنع رجالات البلد بأن يوضع الأثر الشريف في الجامع المنصوري الكبير، لكونه أكبر مساجد المدينة، ولكون الجامع الحميدي بظاهر البلد في ذلك الوقت. وهكذا شهد الجامع المنصوري احتفالاً كبيرًا حضره الآلاف من المسلمين الذي تقاطروا من أنحاء طرابلس وقرى قضائها للتبرك برؤية الأثر الشريف وتقبيله، وظلت شوارع طرابلس مزينة لمدة سبعة أيام، والموالد تقرأ في المآذن والبيوت احتفالاً بهذه الهدية الشريفة.

وإلى يومنا هذا تُخرجُ الشعرة الشريفة النورانية في ءاخر جُمعة من رمضان، بعد صلاة الفجر وبعد صلاة الجمعة، ليتبرك بها الرجال والنسار والكبار والصغار من أهل طرابلس وأقضية الشمال ومن كل لبنان وغير لبنان.




الهوامش:




[1] ءاثار طرابلس الإسلامية، عمر تدمري، ص/154-155.


شعرة الرسول صلى الله عليه وسلم
تضيء ليالي رمضان في عكا


إن التقرير الذي نشره موقع "العرب" على الإنترنت عن شعرة الرسول صلى الله عليه وسلم التي تبرك بها أهالي عكا والجليل والمثلث خلال التماس ليلة القدر في مسجد الجزار في المدينة سنة 1427هـ، أثار ردود فعل كثيرة ومتباينة في أنحاء العالم العربي والإسلامي، حيث تناقلته العديد من وسائل الإعلام الإلكترونية والمكتوبة والمنتديات، وتحول الخبر الأصلي الذي نشر في موقع "العرب" إلى منتدى لتبادل الأفكار حول شرعية التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث وصلت التعقيبات من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم، من بينها: كندا، السعودية، ألمانيا، السويد، لبنان، أمريكا، فرنسا، ودول غربية وعربية أخرى.
وتضمن الاحتفال مواعظ دينية، وابتهالات وأناشيد إسلامية، وصلاة التروايح والتسابيح التي استمرت حتى صلاة الفجر.
ومع اقتراب الساعة الحادية عشرة ليلاً بدأ المصلون يستعدون بتلهف وشوق لإخراج شعرة الرسول صلى الله عليه وسلم المحفوظة في خزنة في الطابق العلوي للمسجد، حيث قام الشيخ سمير عاصي إمام جامع الجزار بالصعود إلى الطابق العلوي، بينما ذرف بعض المصلين الدموع تأثرًا لهذا المشهد. وقام إمام المسجد بإخراج الشعرة المحفوظة في زجاجة في صندوق من الخشب والطواف بها بين الحشود لتقبيلها والتبرك، حتى إن بعض المصلين لم يتمالكوا أنفسهم حتى يحين دورهم وانتفضوا من مكانهم ليكونوا أول من يتبرك بآثر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتعتبر هذه الشعرة أثرًا نادرًا في البلاد للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، منذ العهد العثماني، ويتم إخراجها أمام أنظار المصلين مرة في كل عام في يوم التماس ليلة القدر، وكان قد قدمها السلطان العثماني هدية للشيخ سعد الدين الشقيري ولتكون أثرًا باقيًا في فلسطين.


سند الشعرة النبوية الشريفة المباركة



قال الإمام عبد الله بن المبارك رضي الله عنه: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء" رواه مسلم.

ولأهمية وجلالة وعظيم هذا الامر نعرف أنه لا بد من التثبت والتحقق من صحة نسبة الشعرة الشريفة لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن لا يفوتنا الاهتمام والعناية بأمر سند الشعرة الشريفة، لذلك وبفضل الله ومنته وجوده وإحسانه وتكرمه علينا نقول في بيان هذا الأمر كما هو موثق عندنا بالأختام والتواقيع والشهود.

أولاً: شعرة شريفة يعود إسنادها إلى السلطان سليم الثاني العثماني.

ثانيًا: شعرة نبوية زكية يعود إسنادها إلى السلطان عبد المجيد العثماني والد السلطان عبد الحميد العثماني.

ثالثًا: شعرة نبوية مطهرة يعود إسنادها إلى السلطان عبد الحميد الثاني العثماني.

رابعًا: شعرة معظمة مباركة نبوية يعود إسنادها من طريق السيد القطب عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه إلى سيدنا العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق الحسين عن أخيه الحسن عن أبيهما علي رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خامسًا: شعرة نبوية مشرفة مكرمة يعود إسنادها للشيخ إبراهيم خير الله الرفاعي الحلبي.

وعندنا غير هذه الأسانيد لغير هذه الشعرات، فالحمد لله الذي تفضل علينا بهذا الخير العظيم والفضل العميم.


قصائد شعرية
وأخبار مروية


الرسول صلى الله عليه وسلم كله بركة –كما تقدم-، وأفضاله وبركاته ومنافعه على أمته في حياته وبعد مماته كثيرةٌ جدًا لا تُحصى.
وقد ثبت أنّ الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون بآثار النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته. وقد قسّم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم شعره وأظفاره بين الصحابة ليتبركوا بآثاره بعد موته ولتكون بركةً باقيةً بينهم وتذكرة لهم على مرّ الأيام والعصور.
وقد تبع الصحابة في طريقتهم المباركة في التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم مَنْ أسعده الله تعالى، وتوارث ذلك الخلف عن السلف إلى يومنا هذا.
وقد اعتنى الشعراء قديمًا وحديثًا بذكر خصال ونوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتأكيد على التبرك بالنبي وءاثاره عليه الصلاة والسلام والتحية والإكرام.
ولما رُمِس –أي دُفِنَ- رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة رضي الله عنها فوقفت على قبره صلى الله عليه وسلم وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعتها على عينيها وبكت وأنشأت تقول: [الكامل]
ماذا على مَنْ شَمَّ تربةَ أحمدٍ *** أن لا يَشَمَّ مدى الزمانِ غَوَاليا
صُبَّت عليَّ مصائبٌ لوْ أنَّها *** صُبَّتْ على الأيامِ عُدْنَ لياليا
رواه ابن عساكر في التحفة.
قال نور الدين علي بن أحمد السمهودي في "وفاء الوفا بأخبار المصطفى" [1]:
"وقال الفقيه أبو محمد الإشبيلي في مؤلفه في فضل الحج: إنه نزل برجل من أهل غرناطة علةٌ عجز عنها الأطباء وأيسوا من برئها، فكتب عنه الوزير أبو عبد الله محمد ابن أبي الخصال كتابًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فيه الشفاء لدائه والبرء مما نزل به [أي أن يدعو له الله الشافي]، وضمنه شعرًا، وهو: [الطويل]
كتابُ وَقِيْذٍ من زمانةِ مُسْتشفِ *** بقبرِ رسول الله أحمدَ يَسْتَشفي
لهُ قَدَمٌ قيَّدَ الدهرُ خَطْوَها *** فلمْ يستطعْ إلا الإشارةَ بالكفِ
ولما رأى الزُّوَّارَ يبتدرونَهُ *** وقد عاقَهُ عن ظَعْنِهِ عائقُ الضَعْفِ
بكى أسفًا واستودعَ الركبَ إذْ غدا *** تحيةَ صدقٍ تُفعمُ الرَكْبَ بالعَرْفِ
فيا خاتمَ الرسلِ الشفيعَ لربِهِ *** دعاءَ مَهِيْضٍ خاشعِ القلبِ والطرفِ
عتيقُكَ عبدُ الله ناداكَ ضارعًا *** وقد أخلصَ النجوى وأيقنَ بالعطفِ
رجاكَ لِضُرٍّ أعجزَ الناسَ كشفُهُ *** ليصدُرَ داعيهِ بما جاءَ مِنْ كَشْفِ
لرِجلٍ رمى فيها الزمانُ فقصَّرتْ *** خُطاهُ عن الصَّفِّ المُقدّمِ في الزحفِ
وإني لأرجو أن تعودَ سويةً *** بقدرةِ من يُحيي العظامَ ومن يَشفي
فأنت الذي نرجوهُ حيًّا وميتًا *** لصرفِ خُطوبٍ لا تَريمُ إلى صَرْفِ
عليكَ سلامُ الله عُدَّةَ خلقِهِ *** وما يَقْتضيهِ منْ مَزِيْدٍ ومنْ ضِعفِ
قال: فما هو إلا أن وصل الركبُ إلى المدينة، وقرئ على قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم هذا الشعر، وبرئ الرجل في مكانه، فلما قدم الذي استودعه إياه وجده كأنه لم يصبه ضر قط".
قال محمد بن موسى المزالي المراكشي المتوفى سنة 683هـ [2]:
"أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي، أنبأنا أبو القاسم خلف بن عبد الملك، أخبرنا أبو محمد، أخبرنا حاتم بن محمد، أخبرنا أبو عمر المُقري، حدثنا أبو محمد بن قاسم، حدثنا عبد الله بن محمد البصري قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل الأهوازي، حدثنا أبو شبل محمد بن النعمان بن شبل الباهلي قال:
دخلتُ المدينة فانتهيتُ إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أعرابيٌ يُوضع على بعيره، فأناخه وعَقَله، ثم دخل إلى القبر الشريف فسلّم سلامًا حسنًا، ودعا دعاءً جميلاً.
ثم قال: بأبي وأمي يا رسول الله، إنّ الله خصك بوحيهِ، وأنزلَ عليكَ كتابًا جَمع لك فيه علم الأولين والآخرين، وقال في كتابه وقوله الحق: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوكَ فاستغفروا اللهَ واستغفر لهم الرسولُ لَوَجدوا الله توّابًا رحيمًا} [سورة النساء/64] وقد أتيتك مُقرًا بالذنوب، مُستشفعًا بك إلى ربك، فهو ما وعد. ثم التفت إلى القبر وقال: [البسيط]
يا خير من دُفنت بالقاعِ أعظُمُهُ *** فطابَ مِنْ طيبهنَّ القاعُ والأكمُ
أنتَ النبيُّ الذي تُرجى شفاعتهُ *** عند الصراطِ إذا ما زلَّتِ القدمُ
نفسي الفِداءُ لقبرٍ أنت ساكِنُهُ *** فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ [3]
ثم ركب راحلته فما أشُكُّ –إن شاء الله تعالى- إلا أنه راح بالمغفرة، ولم يُسمَعْ بأبلغ من هذا قط.
وذكر محمد بن عبد الله العُتبي هذا الخبر، وزاد في ءاخره: فغلبتني عيناي، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال لي: "يا عُتبي، الحق الأعرابي وبشِّرهُ أنَّ الله قد غفر له".
قال الشيخ الأديب الشاعر غانم جلول: [الرجز]
من فضل النبي تبركوا
أبدؤُها بقولِ بسم الله *** تنزَّهَ الرحمنُ عن أشباهِ
وأحمدُ الإلهَ ذا الجلالِ *** لفضلِهِ بالهديِ والنَّوالِ
ثمَّ الصلاةُ والسلامُ مِنَّا *** على نبيّ للفلاحِ سَنَّا
طريقةَ التبركِ الميمونهْ *** في ذاكَ أهلُ العلمِ يتبَعونهْ
فإنْ رأيتُمْ مَنْ أتاكُم يدَّعي *** بأنَّهُ غيرَ الهُدَى لم يتْبَعِ
وقدْ أحلَّ حُرْمةً ضلالا *** مِنْ جهلهِ أو حرَّمَ الحلالا
قولوا لهُ إذْ حرَّمَ التبركا *** بأثرِ النبيّ زادَ شَرُّكا
إنَّ اقتِسامَ الشعرِ يا مُماري [4] *** رواهُ مسلمٌ كذا البخاري
وقِسمةُ الأظفارِ أيضًا تُسْنَدُ *** صحيحةً كما رواها أحمدُ
وجبَّةُ النبي سَلْ أسماءا *** أما رأتْ في مائِها الشفاءا
هاكَ دليلاً من أبي أيوبِ *** يَمَسُّ بالخدِّ ثرى المحبوبِ
أنْعِمْ به ردًّا على منْ أنكرا *** "جئتُ رسول الله ليسَ الحجرا"
فمُسلمٌ أولاهُما رواها *** صحيحةَ الإسنادِ عنْ مولاها
وأحمدٌ روى الحديثَ الثاني *** ردَّ الصحابيّ على مروانِ
وخالدٌ للجيشِ في قلنسوهْ *** قال "اطلبوا" سببُ ذاكَ ما هُوَهْ؟!
وما الذي حرَّكَ فيه قَلَقهْ *** وإذْ أتوا بها رأوها خَلِقَهْ
لأنَّ في الطياتِ شعراتِ النبيّ *** وذاكَ في اليُرموكِ يروي البيهقي
ومَسْحُ أحمدٍ لرأسِ حنظلهْ *** بمسحةٍ يعودُ وهْوَ سالمُ
بركةُ النبي طابَ عَرْفُهُ *** مَوضِع كفِّهِ فكيفَ كفُّهُ؟!
الطبرانيُّ روى وأحمدُ *** مطوَّلاً عنِ الثِّقاتِ يُسنِدُ
وثابتٌ قد كرَّرَ التقبيلا *** يدًا وعينًا رأتِ الرسولا
وأنسٌ عن مثلِ ذاكَ ما زَجَرْ *** مُجوّزًا، روى أبو يَعلى في الأثرْ
يا إخوتي من فضلِهِ تبركوا *** تمسَّكوا بهديِهِ لا تتركوا
أجازهُ نبيُّنا المُعظَّمُ *** ففتشوا عن ذبلِ مَنْ يُحرّمُ
فإنهُ أخو الجَهولِ في الغَبا *** ومثله يأبى الكريمُ يَصْحَبا
نظمتُها مُرشدةً عزيزهْ *** أكرِمْ بها في الخيرِ مِن أُرْجُوزهْ
وقال أيضًا: [الكامل]
نعلٌ مشى الدربَ القويمَ وضِمنَهُ *** قدما الحبيب المصطفى العدناني
وردَ المعالي في عزيزِ رِحابِها *** نعلٌ تَخَطَّى عِزَّةَ التيجانِ


قال الشيخ الأديب الشاعر غانم جلول: [الطويل]

أيا ليلةً يسري بآنائِها البدرُ *** يَصوغُ ليالي الدهرِ من طيبِها نَشْرُ
أيا هجرةً كانت تُؤَرِّخ عِزّنا *** على هامِ كلِّ المكرماتِ لها ذكرُ
أيا رحلةً لله في صفحاتِها *** على هامِ كل المكرماتِ لها ذكرُ
أيا رحلةً لله في صفحاتها *** ملأتِ دُنى الأمجادِ مُذْ بدأ السطرُ
خرجْتَ ودمعُ الحبِّ وَدّعَ مكةً *** فما لِجَدِيبِ الارضِ منْ بعدكُمْ قطْرُ
خرجتَ لِتَنبي وارتحلتْ لحكمٍ *** بوحيٍ أتى مِمّن له الحُكمُ والأمرُ
خرجْتَ بأمرِ الله لا عنْ مخافةٍ *** من الناسِ حاشا أن يَرُوعَكَ الذُّعرُ
سلوا الغارَ حتى العنكبوتَ وخَيْطَها *** وأفعى وأعشاشَ الحمائمِ ما السِّرُّ
لكانَ جوابُ الحالِ درسًا وعبرةً *** منَ اللهِ لا مِنْ غيرهِ العِزُّ والنصرُ
هنيئًا معَ المختارِ يا أهلَ طيبةٍ *** طُمأنينةُ التوحيدِ والأنسُ والطُّهرُ
حقيقٌ لكُم والهديُ باتَ بداركم *** قلوبٌ تُغنِّي بالهُدى طلعَ البدرُ
عليكُم علينا بل وفي كل بقعةٍ *** ورابيةٍ من طيبةٍ عمَّها البِشرُ
ويا فوزَكُم والليلُ طالَ سُدولُهُ *** إذا غنّتِ البُشرى قدِ انبلجَ الفجرُ
وتذرو رياحُ البيدِ مَوطِئَ نعلِكُم *** فيا ليتني عَفَّرتُ خدِّي بما تذرو
أنا يا رسول اللهِ عبدٌ مُتيَّمٌ *** إلى هدأةِ الخفّاقِ أو يَسكنَ الصدرُ
أنا يا رسول الله صبٌّ يشوقني *** منَ القبةِ الخضراءِ أنوارُها الخُضْرُ
فأحيا على حُلمِ الوصالِ مؤمِّلاً *** ويعرو فؤادي من غرامِكَ ما يعرو
فأنت حبيبُ الروحِ نورُ عيوننا *** إذا حلَّ يُسرٌ أو تَغَلَّبَ عُسْرُ
ومَنْ هامَ بالإخلاصِ قال لسانهُ *** كأن بيانَ المدحِ في طيِّهِ سِـحرُ
فما بلغَ المُدّاحُ قدرَ محمدٍ *** وما كانَ مدحٌ فيهِ إلا علا القدْرُ
وما جمعَ المُدّاحُ وصْفَكَ مرةً *** وأعْيَى بليغَ القومِ في نعتِكُم حَصْرُ
فإنْ رُمتُ وصفًا في شجاعةِ أحمدٍ *** ترى مُرهَفاتِ الحرفِ يسْتلُّها الشعرُ
وإن صُغتُ وصفًا في سماءِ جمالهِ *** تُضيءُ حروفَ الضادِ أنجمُها الزُهرُ
وإنّ قريضي في طويلِ جهادِهِ *** يثُورُ كبركانٍ ويشتعلُ الحبرُ
وإنْ رُحْتُ أحكي عن نَداهُ مُوازنًا *** معَ البحرِ حُلْوًا كان مِنْ دونهِ البحرُ


قال الشيخ الأديب الشاعر غانم جلول: [البسيط]

عليكَ يا مَنْ حَكتْ عن فضلِهِ الكتبُ *** صَلَّيتُ سلَّمتُ ما جادَتْ لنا السُّحُبُ
يا أيها الرحمةُ المُهداةُ يا أملاً *** إذْ يستَغيثُ عُصاةٌ فوقَهم كُرَبُ
"أنا لها" قُلتَها حقًّا فكنتَ لها *** مِنْ أينَ يا سيدي تأتيكُمُ الرّيَبُ
فالمؤمنونَ إلى الجناتِ مَرجِعُهُم *** طهَ تشفَّعَ لا همٌّ ولا نَصَبُ
يا نعمةَ اللهِ للخلقِ الضليلِ أتَتْ *** فزانَكَ الأطْيَبانِ الحِلمُ والأدبُ
لمَّا أتى نورُكَ الهادي أضاءَ لنا *** فقصَّرَ النيرانِ البدرُ والشهبُ
علوتَ كلَّ ملوكِ الارضِ مرتبةً *** إذْ قُوْتُكَ الأسودانِ الماءُ والرُّطَبُ
ربَّيْتَ صحبكَ صانوا صرْحَ أُمَّتِنا *** وءال بيتِكَ هُمْ أسيادُنا النُّجُبُ
فقلتُ منكمْ عليكُم فيكُمُ ولكم *** الهدْيُ والمُرتجى والفضلُ والحسبُ
مُحَمَّدِيَّ الهوى إن نلتَ مغفرةً *** فحُبُّ أحمدَ في نيلِ الرِّضى سببُ
محمديُّ الهوى أبْشِرْ فسيِّدُنا *** غوثٌ لأمتهِ إذْ يُقطَعُ النسبُ
شُدَّ الرحالَ إلى القبرِ الذي قصدتْ *** نرجو التبركَ منهُ العُجمُ والعربُ
واترُكْ عذولاً جهولاً لا تُبالِ بهِ *** وزِدْ هُيامكَ يأكلْ قلبَهُ اللهبُ
عَظِمْ تَوَلَّهْ ترنَّمْ كرِّمِ احْتَرِمَنْ *** إِتبَعْ تَمَسَّكْ تَنَلْ تعظيمُهُ يجِبُ
وطِرْ على ناقةِ الأشواقِ في سَحَرٍ *** ما أطيبَ الوصلَ حظًّا حينَ تَقتربُ
وابكِ المدينةَ وجْدًا مَنْ أحبَّ بكى *** تلكَ الدموعُ لآلٍ دونها الذهبُ
عَفِّرْ جبينَكَ واغْضُضْ طرفَ مُلتمسٍ *** أعتابَ أحمدَ لا لَوْمٌ ولا عتبُ
واستشعِرِ الأنسَ واشمُمْ عَرْفَ مسجدِهِ *** إستغفرِ اللهَ سَلِّمْ تأتِكَ الرُّتبُ
ما أجملَ القبةَ الخضراءَ كيفَ لنا *** مِنْ سندسٍ أحمديِ الطُّهرِ نختَضِبُ
يا ليتَ لي وقفةً في قاعٍ ذي سَلَمٍ *** يهفو الفؤادُ لها بالشوقِ ينتحبُ
يا ليتَ لي دعوةً عند المقامِ ضُحًى *** والقلبُ مُنشَغِلٌ بالحبِّ مسْتَلَبُ
يا ليتَ لي سجدةً في روضةٍ قُدُسٍ *** أسرارُها من جنانِ الخُلدِ تُجتَلَبُ
يا ليتَ لي قُبلةً أقضي بها شَجنًا *** من طاهرِ التُّرْبِ معنى القُرْبِ أكتسبُ
لكلِّ قلبٍ حبيبٌ يُستهامُ بهِ *** لكنْ حبيبي رسول الله أحتسبُ

وقال أيضًا: [الوافر]

سلامُ الله يا بدرَ البدورِ *** عليكُم صاحبَ القدرِ الكبيرِ
سلامُ اللهِ يا هادي فؤادي *** سلامُ الله من قلبٍ كسيرِ
على نوقٍ من الأشواقِ أحدو *** ألا يا نوقُ للمختارِ سيري
أُقلِّبُ فوق شوكِ البُعدِ قلبًا *** قليلَ الصبرِ عن وصلِ البشيرِ
لرَبْعِ مدينةٍ ضاءت وفاحت *** بها الأطيابُ من أحلى عبيرِ
نزورُ اليومَ خيرَ الخلقِ طُرًّا *** فأرفعَ منهُ قدرًا لن تزوري


وقال الشيخ الشاعر أسامة السيد: [الرمل]

يا حبيبَ الله يا بدرَ التمامْ *** هاتِ منكَ الوصلَ يا خيرَ الأنامْ
كم تبرّكتُ بآثارٍ مضَتْ *** ومضت شُهْبًا وضاءت في الظلامْ
كم يزيدُ القدرُ مني لو يكونْ *** تاجي النعلينِ يا طِيْبَ المرامْ
نعلُكُم صُبحٌ لأنوارِ الصباحْ *** وهو فينا بلسمٌ يَبري السقامْ
نعلكم مسكٌ لأنفاسِ الرُّبا *** باتَ يُروي القلبَ إذْ يَروي الغرامْ
لو فرشتُ الخدَّ للذخرِ الشريف *** ستثير الورد منهُ باضطرامْ
وهو للنعلين أرضٌ علَّهْ *** من لَيانِ النعلِ يزهو بانتظامْ
علَّ وجدي من ثراه ناطقٌ *** بلسانِ الحالِ يُغني عن كلامْ
علني ألمسُ تربًا مسَّهُ *** بل أقبله بشوقٍ واحترامْ
قد أقامَ القلبُ في أطلالهِ *** ناعمَ البالِ فيا حُسنَ المُقامْ
لو تلقيناه يومًا في الدجى *** فضحانا في دجانا والسلامْ

وقال الشاعر: [الكامل]

شَرَفُ المحَلِّ بقدرِ مَنْ حَلَّهُ *** أمرٌ بديهيُّ الثبوتِ بلا خَفا
ولذلك المِحرابُ فخرٌ شامخٌ *** إذ حلَّ فيهِ شريفُ شَعْرِ المصطفى
يا زائرًا شعرَ النبي محمدٍ *** كنْ عندَ كشفِكَ للغطاءِ مُعظِّمَا
مُتأدِبًا مُتطهرًا متطيبًا *** ومُباركًا ومُصليًّا ومُسلِّمَا

وقال أيضًا: [الكامل]

زَوِّدْ شُجوني منْ عليلِ نسيمهِمْ *** واجْعَلْ غُبارَ النعلِ إثْمِدَ مِرْوَدي
وأكادُ أُصْعَقُ منْ غبارِ ضريحهِ *** من ريحِهِ الفوَّاحِ بالنَّشرِ النّدي
ماذا تُراني فاعلاً لو أنني *** أُعطيْتُ قُربًا بالبِساطِ الأحمدي
سَتَشُبُّ نارٌ في الفؤادِ فلا أرى *** يُطفيهِ بحرٌ ما أراهُ مُبَرِّدي

وقال أيضًا: [الكامل]

يا شعرةً من وجهِ أحمدَ نسِّمي *** بنسائمٍ من فَوْحِكِ المعطارِ
وكأنها تاجُ الشموسِ ودُرُّها *** فانْعَمْ هُديتَ بلُجَّةِ الأنوارِ
وهي التي جَمَعَتْ بآن واحدٍ *** شمسَ الضحى مع طلَّةِ الأقمارِ
إن كنت تَنْشُدُ في الحياةِ مباهجًا *** فهي البهاءُ ومَجْمَعُ الأسرارِ
أو كنت تُنشِدُ من مقامِكَ نغمةً *** فاطْرَبْ بحَضرةِ شعرةِ المختارِ
يا من غدوتِ دواءنا من دائنا *** أنتِ الضياءُ بظُلمتي ومناري

قال الشاعر الدكتور وافي الحاج ماجد: [الكامل]

نيلُ القبول ببركة شعرة الرسول

كُشِفَ الحجابُ فلاحَتِ الشعراتُ *** ودنا الوصالُ فسالتِ العَبَراتُ
فَتَرَنَّمَتْ كلُ القلوبِ بحُسنِها *** وترنَّحَتْ فاحْمَرَّتِ الوَجَناتُ
واستعذبتْ لغةَ الغرامِ بوَصْفِها *** فتمايَلَتْ بمديحها الساداتُ
[طربوا وطابَتْ باللقا أوراحُهُم *** كَتَموا فباحَتْ منهمُ العبراتُ]
[شربوا بأقداحِ الصفا لما صَفَوا *** غابوا فلاحَتْ منهمُ حالاتُ]
نورٌ على نورٍ بفيضِ حبيبهم *** فَصَفَتْ لهُم بمديحهِ الأوقاتُ
فإذا دَنَوا نالوا المنى بِوِصالهِ *** وإذا نأوا فقلوبهم جَمَراتُ
هوَ ذا النبيُّ وهذهِ أنوارُهُ *** هوَ ذا الرسولُ وهذه أسرارُهُ
هو ذا الحبيبُ وهذه ءاثارهُ *** فاغْنَمْ فإنَّ العُمرَ ذا لَحَظاتُ
أثرٌ أثارَ الشوقَ في أرواحنا *** فإذا تَبَدَّى تنجلي الظلماتُ
أثرٌ تُنالُ المكرُماتُ بسرِّهِ *** فَبِسِرِّ طه تنزلُ البركاتُ
شَعَرُ النبي فهِمْ بهِ متبركًا *** تأتيك منه بِسِرِّهِ النفحاتُ
فابنُ الوليدِ بسرهِ هزمَ العِدا *** فلهُ بِناصيةِ الهدى راياتُ
هي شعرةُ المختارِ فاحَتْ بالشذا *** فبِطيبِها تتَعطَّرُ النسماتُ
يا شعرةَ المختارِ يا قمرَ الدُّجى *** أنتِ المنى مُذْ قدْ شجاني ما شجا
أنتِ المرامُ وأنت أنتِ المُلْتَجا *** أنتِ الغرامُ لذي الفَطانةِ والحِجا
فمتى تُرَوِّي مُهجتي رَشَفاتُ
نالَ المُحِبُّونَ الهنا بِوِصالها *** وأنا حُرمْتُ، ففي الحشا زَفراتُ
هلْ لي بلَثمٍ أو بلمسٍ عاجلٍ *** فعسى تزولُ بسرها الحسراتُ
فبِطيبِها الأرواحُ زادَ حَنينُها *** وبِنورها قدْ زالتِ الكُرباتُ
فادْعُ الإلهَ بسرها مُتوسلاً *** فعسى تُجابُ بسرها الدَّعواتُ
يا سيدي يا خيرَ مَنْ وطِئَ الثرى *** كيفَ اعتذاريَ عنْ قُصوري في السُّرى
والدمعُ مِنْ مُرِّ البِعادِ لقدْ جرى *** لكنَّ عُذريَ أنَّ عُذريَ ذا يُرى
بِذرا المديحِ تُحَصَّلُ الحسناتُ
إنْ نالَ [كعبٌ] مِن عُلاكَ مفاخرا *** فلقد رَجَوْتُ بذا المديح جواهرا
أو صاغَ [كعبٌ] عُذرهُ بقصيدةٍ *** زهراءَ [بانَتْ] بالجمالِ فريدةٍ
فالعذرُ مني هذهِ الأبياتُ


قال الشيخ الشاعر أسامة شعبان: [الكامل]

نورٌ على نور

يا شعرةَ الهادي فؤادي صادي *** مِنْ طولِ طولِ البُعدِ والإبعادِ
نورٌ على نورٍ وصِرتِ على مدى الأيامِ وُجْهةَ حُرقةِ الأكبادِ
يا دمعي الحرَّى بليلِ المُشتكى *** شوقًا لرؤيةِ سيدِ الأسيادِ
يا لهفتي الكُبرى.. على بابِ الرَّجا *** طلبًا لِعاطرِ نفحةِ الأمدادِ
في الصبرِ نيلٌ بعدَ كل مرارةٍ *** ما خابِ عاشقُ صاحبِ الإرشادِ
يا ليتَ أشواقي تطيرُ بحُبي *** لِبلوغِ روضةِ أنْجدِ الأنجادِ
وأعيشُ كلَّ العمرِ في حَرَمِ الهُدى *** بالأنسِ والرِّضوانِ والإسعادِ

وقال أيضًا:

يا سعدنا بمحمد

اِهنأ يا حبيب محمد
اِهنأ يا عاشق محمد

فأنت على دين محمد
وعلى عقيدة محمد
وتؤمن بصدق محمد
وتمشي على منهاج محمد
وتعلّق قلبك بمحمد
وتُعظم قدرَ جاهِ محمد
وتسأل الله شفاعةَ محمد
والحشرَ تحت لواء محمد
والجنةَ ومرافقة محمد

وقد حلَلْتَ بمدينة محمد
وصليت في روضة محمد
وزرت مقامَ محمد
وسلَّمتَ على محمد
وسَمِع صوتك محمد
وردّ السلام محمد

وكم بكيتَ في هوى محمد
شوقًا لحبيبك محمد
وكم شممت من أعطار
حجرة محمد
وكم هَنِئْتَ بأُنسِ مدينة محمد
وهواءِ مدينة محمد
وكل أثرٍ من ءاثار محمد

صلى الله على محمد
صلى الله على محمد
صلى الله على محمد


قال الشاعر الأستاذ أحمد حمود: [مجزوء الرمل]

شعرة الهادي الإمام

لكِ كلُّ القلبِ مائلْ *** شعرةَ الهادي الإمامْ
أخبِروا عني القبائلْ *** أشعلَ القلبَ الهُيامْ
كم لها عندي دلائلْ *** ما يُوَفِّيها الكلامْ
ليسَ أمثالي قلائلْ *** بل كزخاتِ الغمامْ
دُمْ لهذا الخيرِ سائلْ *** وعلى الدنيا السلامْ
مُسَّها من غيرِ حائلْ *** وانتظر حُسنَ الختامْ


قال الأستاذ محمد صالح القزاز: [الكامل]

سعدت يمينُكَ يا أسيرَ ذُنوبِهِ *** قبَّلتَ بُردة سيدِ الأكوانِ
قد لفَّ فاطمة بها في موتِها *** ليُصِبها فَيْضًا من الرضوانِ
هذا مقامٌ لا يُنالُ بقوةٍ *** لكنه فضلٌ من الرحمن
فاشكر إلهكَ إذْ حباكَ بفيضهِ *** واهنأْ بما أوتيتَ من إحسانِ
واذكر نبيًّا قد نَعِمتَ بحبه *** واذكر شمائلهُ بحُسن بيانِ
واشكر لمن ساعدوكَ ويسَّروا *** لكَ هذه الحُسنى بغيرِ تواني
ثم الصلاة على النبي وءالهِ *** ما مسَّتِ الأثرَ الشريفَ يدانِ
وكذا صحابته مصابيحُ الهُدى *** والتابعون لهم مدى الأزمانِ


قال الأستاذ جمال شماعة:

هات الآثار النبوية


هاتِ الآثار النبويةَ هاتِ *** أمْسَحُ عَيْنيَّ وكذا الوجناتِ
وبها أتبرَّكُ ليلي ونهاري *** فعسى ولعلي ألقى النفحاتِ
شعراتُ الهادي يحلو مرْءاها *** في قارورتها تزهو بسناها
هيَ من ءاثار المحبوبِ طهَ *** قد أَوْدَعَ فيها ربي البركاتِ
ولَرُبَّ سقيمٍ قدْ نالَ مُناهُ *** حينَ رأى أثرًا ممَّنْ يَهواهُ
يعقوبُ تعافى والرَّبُ شفاهُ *** بقميصِ الطيبِ يوسفَ بالذاتِ


قال الأستاذ هاني الشديفات: [مجزوء الرمل]


قرِّبِ الشعرة مني

قرِّب الشعرة مني *** عادَ للقلب الطربْ
هزَّتِ الشعرةُ قلبًا *** هام شوقًا فاضطربْ
هزتِ الشعرة عينًا *** فترى الدمعَ انسكب
ذابَ لي قلبٌ ولكن *** حنَّ جذعٌ من خشبْ
إن جرى الدمعُ اشتياقًا *** ما على الباكي عَتَبْ
قرِب الشعرة وانظرْ *** أيَّ نورٍ يُرتقبْ
تذهبُ الأبصارُ فيها *** بينَ حُبٍ وعجبْ
قرّبِ الشعرة مني *** علَّها تجلو الكُربْ
أعطيَ النصرةَ جيشٌ *** شعرة الهادي اصطحبْ
كلُ ماءٍ جاورته *** للشفا فيه سببْ
قرِّب الشعرة والْثَمْ *** باحتشامٍ وأدبْ
طيّبِ الكفَّ بمَس *** لا يقاربها اللهبْ
نسألُ الرحمنَ عفوًا *** مَنْ إذا شاءَ وهَبْ
وعلى المختار صلُّوا *** رأسِ أسيادِ العربْ


قال الإمام السبكي في نصيحته لولده محمد: [الكامل]

وعسى لأجل المصطفى وبجاهه *** يرضى ويرحمني لذُلي سيدي
فلو أنَّ خَلْقَ الله إن ظلموا أتوا *** هذا الرسولَ لكان أعْذَبَ مَوْردِ
ولقد ظلمتُ وقد ظُلمتُ وقد *** ظَلمتُ وقد أتيتُكَ يا كريمَ الموعدِ
فامنُن عليَّ بتوبةٍ وامنن بخا *** تمة الهُدى وامنن بفضل تغمُدِ [5]
ما لي سوى تعفير خدي في ثرى *** بلدِ النبيِّ الهاشمي المَحْتدِ
في موطنِ القدمِ الشريفِ ومهبط الـ *** ـوحي الكريم فيا له من معهدِ
بلدٌ عليه من الجلالة والمهابة والسنا *** نور يضيءُ لمُتهِمٍِ أو مُنجدِ
بلدٌ حوى كلَّ المكارم والمناقب *** والمحامد والعُلا والسؤددِ
بلدٌ له في الخافقين على العُلا *** شرفٌ مُنيفٌ فوق سعد الأسعدِ


قال أحد الشعراء: [الطويل]

ألا أيُّها الغادي إلى طيبةٍ مهلا *** لِتحملَ شوقًا ما أُطيقُ لهُ حَملا
تحمَّلْ رعاكَ اللهُ مني تحيةً *** وبلِّغْ سلامي روحَ من طيبةً حلا
وقِفْ عند ذاك القبرِ في الروضةِ التي *** تكونُ على يُمنى المُصلي إذا صلّى
وقُمْ خاضِعًا في مهبطِ الوحيِ خاشعًا *** وأخْفِضْ هُناكَ الصوتَ واسمعْ لِمَا يُتلى
ونادِ سلامُ اللهِ يا قبرَ أحمدٍ *** على جسدٍ لم يبلَ قبلُ ولنْ يبلى
تُراني أراني عندَ قبركَ قائمًا *** يُناديكَ عبدٌ أنتَ منهُ لهُ أولى
أناديكَ يا خيرَ الخلائقِ والذي *** بهِ خَتَمَ اللهُ النبيينَ والرسلا
نبيَ الهُدى لولاكَ لم نعرفِ الهُدى *** ولولاك لم نعرفْ حرامًا ولا حِلا




الهوامش:



[1] دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج4، ط4، 1404هـ، ص/1387.
[2] مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام عليه الصلاة والسلام في اليقظة والمنام، تحقيق حسين محمد علي السكري، دار الكتب العلمية، بيروت، لاط، لات، ص/21 إلى 23.
[3] وفي رواية أخرى زيادة:
وصاحباك فلا أنساهما أبدًا *** منّي السلام عليكم ما جرى القلمُ
[4] مُجادِل.
[5] يطلب من الله أن يتوب عليه ويختم له بالإسلام وأن يتغمده بفضله سبحانه


الحالات الشفائية
بسبب التبرك بالآثار النبوية




إن هذه الاخبار والقصص التي تكشف عن حالات شفائية استثنائية بسبب التبرك بالآثار النبوية، بقدرة الله تعالى وبفضله ومنّه وكرمه، هي واقعية مئة في المئة من غير زيادة ولا نقصان، وإنّها قليل من كثير وغيض من فيض، وقد أسقطنا في كثير من الأحيان أسماء الأطباء والمستشفيات والتواريخ لطلب أصحابها، ونحو ذلك.

هذا، وعندنا أرقام هواتف وعناوين كثيرين من أصحاب هذه الروايات لمن أراد التدقيق والتحقق.

علمًا أنّ إيرادنا لهذه الأخبار لا يعني أن لا يذهب المريض إلى الطبيب المختص ولا يتناول الأدوية المناسبة، وإنما هو من باب التأكيد على البركة الحاصلة من الآثار النبوية الشريفة التي تفيد بإذن الله القادر على كل شىء.

وليس لأحد أن يقول: لنُجرِّب التبرك بالشعرة على كل مرضى الدنيا، فإن تم الشفاء صدَّقت!

ذلك أن التبرك سبب في الشفاء، والله هو الشافي المعافي، وهذا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كان صحابته فيهم المريض وطريح الفراش وهم يصافحونه ويعانقونه ويجالسونه عليه الصلاة والسلام ولم يشفوا جميعًا، لأنّ من قدّر الله له الشفاء شفي، والإنسان مطالب بالعمل بالاسباب، والدواء سبب مع أنه ليس كل من أخذ دواء شفي، وكذلك التبرك، مع الفائدة التي تحصل للشخص وإن لم يظهر أثر الشفاء.

والله المستعان وعليه التكلان، وهو من وراء القصد والمتفضّل بالإحسان.


1- يقول ياسين مارشو من بئر حسن إن ابنه بتاريخ 14/1/1003 كان عمره ثلاث سنوات، وقع من سطح بيتهم من الطابق الأول، على رصيف إسمنت بجانب البيت، وكانت الصدمة على رأسه، فنقل إلى مستشفى "الساحل" في بيروت وأجريت له الفحوصات وتصوير الأشعة [السكانر] ووضعت له ءالات التخطيط والمراقبة، وكان في حالة الغيبوبة، وتبين أنه قد حصل كسر في الجمجمة ونزيف داخلي وقال الاطباء إنه في حالة الخطر ومن المحتمل أن يموت خلال 24 ساعة وإن عاش يبقى مشلولاً. فوُضعت الشعرة الشريفة على رأسه وعلى موضع الكسر والنزيف ومسح جسده بها، وبعد ساعة تقريبًا عاد إلى وعيه وعرف من كان حوله وزال عنه الخطر، وأجريت به صورة جديدة فظهر أن الكسر قد ذهب ووقف النزيف ورفعت عنه ءالات المراقبة والتخطيط ما جعل الأطباء يستغربون جدًا ويتفاجأون. وفي الصباح أخرج من المستشفى إلى البيت، وكان سابقًا يبول في فراشه فذهب عنه ذلك أيضًا.

2- روت فاطمة سكر من البسطا الفوقا في بيروت أن ابنتها ءاية فهيم البالغة من العمر أربع سنوات في وقتها كانت تعاني من ثقب في القلب، وطلب الأطباء إجراء جراحة. فتبركت بالشعرة الشريفة فتعافت بإذن الله، حيث قامت الطبيبة ندى بخاري المشرفة على علاجها في بيروت بإجراء صور وفحوص جديدة فتبين شفاؤها من ذلك الثقب الذي كان موجودًا.

3- تروي مريم رجيلي من الضاحية الجنوبية أنها عانت من حالات إغماء متكررة استمرت نحو شهر ونصف، فذهبت إلى الطبيبة عاتقة أدهمي التي أجرت لها تخطيطًا للقلب وأخبرتها بوجود اضطراب بضربات القلب ونصحت بإجراء تخطيط للرأس، على الكومبيوتر، ففعلت مريم ذلك عند الطبيب جابر صوايا في مستشفى رزق الذي أخبرها بوجود نقطة دم متجمدة في أحد شرايين الدماغ، ووصف لها بعض الأدوية، غير أنها لم تتناول منها غير نصف حبة، فقد تبركت بشعرة النبي الشريفة ووضعتها على رأسها ما يقارب الربع ساعة، فما عادت تشعر بشىء. ثم عادت وأجرت رسمًا للقلب وتخطيطًا للدماغ فقالت الطبيبة: جيد لقد أتممت العلاج بدقة وذهب الاضطراب في القلب، أما طبيب الدماغ فذهل وقال: لم أكن أتوقع أن العلاج سيسري مفعوله بهذه السرعة، علمًا أنها لم تأخذ سوى نصف حبة منه.

4- روى شخص اسمه عارف ضاهر من منطقة كفرشوبا في الجنوب فقال: كانت أمي تعاني من كهرباء في الدماغ، ويوجد تقارير وصور وتخطيط للدماغ، فأُحضر ماء غُمست شعرة النبي صلى الله عليه وسلم فيه، فشربت أمه من الماء ومُسح على رأسها على مكان المرض.
وفي اليوم التالي أخذتها إلى مركز تخطيط الدماغ في بيروت، فاندهش الأطباء من ذلك، وقالوا: إن والدتك ما عندها مشكلة في الدماغ، ويؤكذ عارف ضاهر أنه عندما سقاها من الماء مسح من هذا الماء على قلبها، فقال له طبيب القلب: ما هذه الفحوصات، إنها ليست لامرأة كبيرة في العمر، إنما هذه فحوصات لبنت عمرها 14 سنة [وأمه عمرها وقتها 73 سنة واسمها بدر].

والتخطيط الأول عمل في مستشفى لبيب أبو ضهر في مدينة صور، والتخطيط الثاني في مستشفى المشرق-بيروت.

5- يوم الجمعة 26/9/2003 أخذ جمال حميد –وهو من أهالي محلة بربور في بيروت- الشعرة النبوية المباركة إلى أهله ليتبركوا بها، ولكن والده قال: وما يدريني أن هذه شعرة النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له إن عددًا من الناس المرضى قد تبركوا فتعافوا بإذن الله من الأمراض التي كانت فيهم فقال: إن شخصًا قد خرج من المستشفى وقد مضت عليه مدة وهو لا يتكلم. فذهبوا إلى ذلك الرجل الذي هو من أقربائهم فتبرك بالشعرة وتمسّح بها فأنطقه الله تعالى، وفاضت دموع الحاضرين لشدة التأثر بما رأوا.

6- بنت اسمها سيليم الضاني من محلة عفيف الطيبي في بيروت كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات، طلب الطبيب أن تُجرى لها عملية جراحية في اللوز، واللحمية، وكيس الماء في أذنها وكانت مصابة بالروماتيزم حتى كان نسبة 1000 aso في حين لا ينبغي أن يكون أكثر من مئتين، فبُركت بشعرة النبي صلى الله عليه وسلم فشفيت بإذنه تعالى، ثم أخذها أهلها إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت حيث أكد الاطباء هناك أنها بخير ولا تحتاج لأي عملية، كما يُذكر أنها كانت لا تتكلم إلا قليلاً ولقد اختلق الامر بعد تبركها إذ انطلق لسانها بإذن الله تعالى وبركة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم.

7- الشيخ غازي شومان [أبو ربيع] من محلة البسطا الفوقا في بيروت قرر الأطباء إجراء عملية جراحية في القلب [قلب مفتوح] بعد فحوصات وصور كانوا قد قاموا بها. غير أنه تبرك قبل موعد العملية بالأثر الشريف، ثم لما دخل المستشفى أجريت له الفحوصات والصور قبل العملية فتبين أنه تعافى، والحمد لله.

8- نورما شحادة من محلة الحرش في بيروت أصيبت في العام 1999 بداء السرطان في معدتها، وكان المرض في تقدم مستمر حتى أشار الطبيب عليها بترك الأدوية وأخبر أهلها بأنها قد تموت خلال ستى أشهر، قبُركت بالأثر الشريف، ثم بعد أيام ذهبت للطبيب فأجرى لها صورًا وفحوصات جديدة فسألها: أي دواء تستعملين وقد قلت لك ألا تستعملي شيئًا من الأدوية، وقد تبين له أن المرض قد ذهب معظمه. بعد ذلك زارته مرة ثانية وثالثة عام 2003، فكان يخبرها أنها سليمة وليس بها علة، والحمد لله.

9- تقول فايزة إبراهيم المصري من الجنوب: أنا من مواليد بيروت 1954 كنت قد أبت ببلاء يسمى "الجلطة" في النصف الأيمن من جسدي ورأسي، وبقيت في المستشفى ثمانية أيام، وقد حركت رأسي ويدي، ولكن بقيت رجلي مصابة وبلا حراك وبلا إحساس وبلا قدرة على المشي، وخرجت على كرسي نقال إلى منزلي في الضاحية الجنوبية، ثم بعد ذلك تمسحت بالشعرة الشريفة كثيرًا رجاء الشفاء، بعد ثلاثة أيام استيقظت عند صلاة الصبح فأيقظت زوجي ليسندني لأدخل الخلاء ولأتوضأ لأني لا أستطيع المشي، فتوضأت وصليت ثم نمت فرأيت رؤيا جميلة جدًا، ثم استيقظت وجلست فأحسست أني خفيفة ثم نزلت عن السرير لدخول الخلاء فوقفت على قدميّ بعد نسياني أنني مصابة بجلطة وذهبت إلى الخلاء وبعد عدتي انتبهت أنني أسير بلا عكاز وبلا مساندة ففرحت كثيرًا وتمشيت في المنزل لأتأكد، بعد أن أيقظت زوجي وقصصت عليه الرؤيا وأنا فرحة، والحمد لله على هذه النعمة.

10- كانت صابرين عثمان من بيروت تعاني من وجود ما يُعرف "بالفطريات الجلدية" في ظهرها، فتبركت بالشعرة الشريفة، فذهب عنها ما بها بإذن الله تعالى وبركة نبيه الأعظم صلى الله عليه وسلم. كام ذلك في ءاذار من عام ألفين وخمسة.

11- الحاجة أم قاسم عميرات أخذت ماء غمست فيه الشعرة الشريفة إلى الحاجة أم فيصل عميرات وكانت قد أوشكت على فقد بصرها وما عادت ترى من حولها بوضوح وكانت في أصبعها قرحة شديدة بحيث لا تستطيع أن تفتح يدها فأخذت هذا الماء وأخذت معها الشعرة الشريفة فوضعت لها الشعرة الشريفة على عينيها وصبت لها الماء على يديها وصارت بقدرة الله وببركة الرسول صلى الله عليه وسلم ترى بوضوح وتعرف من حولها وتسميهم وتذكر ماذا يلبسون من الألوان وفي اليوم التالي تحركت يدها وذهبت القرحة من يدها، والحمد لله.

12- تقول ناريمان خالد العمري من البسطة الفوقا في بيروت: أصبت خلال حادث سيارة خطير في رجلي اليسرى ما تسبب بضرر في الشرايين والأوردة وصرت معرضة لجلطة قوية. وبعد فترة من العلاج أمر الطبيب بأن أعمل عملية لكنني خفت من العملية، ثم تبركت بالشعرة النبوية وتوكلت على الله. وذهبت بعد فترة إلى الطبيب فقال لي: إنه لا حاجة إلى عملية. وإلى الآن لم أعد أحس بشىء من الوجع في المكان الذي أصبت فيه يوم الحادث.

13- هانية درويش من أهالي حلب في سوريا في تموز 2003، كانت مصابة بالسرطان في رجلها اليسرى، وكانت تُعالج بالأدوية حتى ساء الأمر وقرر الأطباء بتر رجلها، فتبركت بالشعرة الشريفة وتمسحت بها. وبعد ذلك ذهبت إلى المستشفى لأجل إجراء عملية البتر المقررة، ولكن قبل إدخالها إلى غرفة العمليات أجريت لها فحوصات وصور جديدة، فتعجب الأطباء تعجبًا شديدًا عندنا رأوا أن المرض قد زال من رجلها وما بقي منه شىء وأنها لم تعد بحاجة إلى الدواء.

14- ذكر وسام البواب من محلة سليم سلام في بيروت أن والده كان يُعاني من "غرغرينا" وأن الطبيب أخبره عن خطورة الوضع وأنه يخشى من أن تُقطع رجله، فأتى له بالشعرة الشريفة المباركة إلى المستشفى، فتبرك المريض بها، ثم أجريت له صورة شعاعية لرجله، فقال الطبيب: الحمد لله، لن نحتاج إلى بتر الرجل، فقد تعافى، علمًا أنه من النادر جدًا في مثل حاله أن ينجو الشخص من بتر رجله، وهذه القصة حصلت في ءاذار 2004.

15- احترقت يد بلال البواب من محلة سليم سلام في بيروت بمادة "التنر" ما سبب له ألمًا شديدًا واحمرارًا، فذهب إلى مركز إطفاء ووضعوا له الدواء وغطوا له يده بالشاش، وطلبوا منه العودة في اليوم التالي لإزالة الجلد المحترق، ولكنه في نفس الليلة ذهب فتبرك بشعرة النبي المصطفى الأكرم، فذهب في اليوم التالي إلى المركز كما طلبوا منه، ولكن تبين أن المكان المحترق تحسن وأنه ليس بحاجة لنزع الجلد.

16- يروي الحاج أبو أحمد محمد مطيع أنه يوم الأحد 15/6/2003 حضر إلى مدينة كييف رجل من الأتراك الروس وولده البالغ من العمر سبع سنوات من منطقة تبعد نحو 800 كلم أو يزيد للتبرك بالأثر الشريف، فعلم الشيخ تميم أن الولد لا يتكلم فقال في نفسه: للبركة ونية الشفاء أقرأ له على لسانه مع وضع الزجاجة التي فيها الشعرة الشريفة على لسانه. وبعد نحو أسبوع جاء إلى المدينة وقال إن الوالد أخبرني أنه بعد خروجهم من المسجد تعجب لما رأى ولده يتكلم، والحمد لله.

17- وفي نفس اليوم أي الأحد في 15/6/2003 كان يوم وداع شعرة النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد الرحمة وسط العاصمة الأوكرانية "كييف". دخل رجل أذري –من أذربيجان- ببطء شديد إلى المسجد لرؤية الشعرة النبوية الشريفة للتبرك بها.
هذا الشخص كان طريح الفراش لا يستطيع المشي كالمشلول أو ربما كان مشلولاً، وقد زاره شخص لعلاجه مستعملاً الزيت الذي غُمست فيه الشعرة النبوية، فشفي بإذن الله.

18- كانت الطفلة ياسمين بلال سامي دمشقية من قصقص في بيروت تعاني من الصمم وعدم القدرة على النطق بنسبة عالية، وتبين للطبيب بعد فحوصات في مختبرات "يموت" أنها تحتاج إلى سماعات لأذنيها، وأنه مطلوب إجراء معالجة لمشكلة الكلام لديها. فطلب جد الطفلة الحاج سامي دمشقية أن تُبرّك بالشعرة الشريفة وأن توضع على أذنيها وعلى فمها ففعل ذلك. ثم أعيد الفحص في مختبرات "الجامعة الأميركية" في بيروت فتبين أن سمعها جيدجدًا وأنه ذهب عنها ما بها وبدأت بالكلام وظهر أنها لا تحتاج إلى علاج لأذنيها ولا للسانها.

19- مريم جهير من عفيف الطيبي في بيروت كانت تعاني مما يُعرف بـ"كهرباء" في الرأس، ومضى على استمرار علاجها نحو سنتين، وكان الطبيب قد طلب من أمها إعطاءها الدواء يوميًا ولمدى الحياة فتبركت بشعرة النبي صلى الله عليه وسلم فشفيت وعادت إلى سابق عهدها وهي في أحسن حال، ولم تعد تأخذ أية حبة دواء.

20- لقد كان محي الدين بدران المشهور بالدعبول من البسطا الفوقا في بيروت يشكو من درنة في ظهره، وباستئصالها تبين أنه نوع من أنواع السرطان.
وقبل إعادة العملية له لأجل توسيع مكان الاستئصال في العملية الأولى حتى لا يبقى أثر لخلايا سرطانية، تبرك بالشعرة الشريفة، وعندما أجريت له العملية التوسيعية وزرعت الأنسجة المستأصلة مرة ثانية تبين أنه لا يوجد أثر للمرض وتعافى، ومنذ ذلك الوقت لا يشكو من شىء.


21- كان لطارق دلال من بيروت كلية لا تعمل، فطلب الطبيب عملية جراحية وحدد الموعد في تشرين الثاني 2002، فأرسل حسام حجازي لهذا الشاب ماءً مقروءًا عليه القرءان وغمست فيه الشعرة الشريفة، فشرب منه، ومسح به على موضع الكلية المريضة. ثم في اليوم التالي ذهب إلى المستشفى لإجراء العملية فتبين للطبيب أن الكلية قد عادت تعمل وأنها عادت أحسن من الأخرى السليمة وأن أمرًا خارقًا حصل. ذكر ذلك حسام حجازي في بيروت في 17/12/2003.

22- ذهبت "خضرة حسن" من محلة برج أبي حيدر في بيروت إلى طبيب الأسنان لإصلاح بعض أضراسها، فطلب منها صورة شعاعية للثة والفكين، وعرضها على اختصاصي لثة ثم أخبرها أنها ستخسر جميع أسنانها قريبًا، لأن التهاب اللثة قد أدى إلى ذوبان العظم حول الأضراس، وقرر إجراء عملية جراحية لتنظيف الجير واللثة. ذهبت "خضرة" إلى ثلاثة أطباء ءاخرين فكرروا الكلام نفسه. ولما اقترب موعد العملية اتصلت بها أختها وأخبرتها أن شعرة الرسول صلى الله عليه وسلم موجودة في مكان كذا لأجل أن تأتي وتتبرك بها ففعلت. وفي اليوم التالي توجت لإجراء العملية، وبعد تحضير غرفة العمليات في المستشفى، دلت الغرفة استعدادًا للعملية، وجاء الطبيب ليكشف على اللثة ويعطي التعليمات الأخيرة، لكنه قرر إلغاء العملية والاكتفاء بتنظيف الجير ومعالجة الالتهاب من دون شق اللثة.

23- ذكرت لبنى أسامة السيد من الروضة في البقاع أنها أعطت امرأة أردنية ماءً مبركًا بالشعرة الشريفة فتعافت من سرطان المعدة بفضل الله تعالى.

24- كانت حياة حمود من قصقص في بيروت تعاني من ءالام شديدة في بطنها، استمر نحو ستة أشهر، حتى ذهبت إلى مستشفى "ولكر" في دبي للعلاج فأجرت الفحوصات وصورًا صوتية، ولكن لم يظهر فيها أي شىء يدل على وجود مرض ما. ولشدة الآلام كانت تتناول كل يوم علبة مسكن كاملة، ثم أعيدت إلى لبنان على الكرسي النقال لشدة الألم. ثم أرسلت الفحوصات التي أجرتها إلى لندن وبقي الامر كما هو، واستمر الألم حتى طلب الطبيب إجراء صورة مغناطيسية. ثم تبركت بالشعرة النبوية ومسحت على موضع الوجع فشفيت في الحال، وعلى ذلك تشهد الحاجة فايزة الريان الحارس.

25- ذكر سليم شميطلي من محلة الأوزاعي بتاريخ 18/10/2003 أن ابنته سوسن قد أصيبت بمرض في رأسها وعينيها حتى انقلبت عيناها إلى الخلف وظهر البياض أكثر من السواد، فاخذها إلى اختصاصي في هذا المرض فقال إنها تعاني من هزة حائط وأعطاها دواءً اسمه [depakin] ثم تبركت البنت بالشعرة الطاهرة الشريفة فذهب عنها المرض وما كان في رأسها وعينيها، وما عادت تشكو من المرض إطلاقًا.

26- كان الطفل جمال نبيه الصايغ من عرمون ابن الثلاث سنوات مريضًا جدًا ويمكث في المستشفى معانيًا من هبوط في صفائح الدم، فبُرِّك بالشعرة الشريفة، ثم لما استيقظ صباحًا خرج منه غائطٌ بلون أسود، ومن وقتها تعافى وأخرج من المستشفى، وما عادت إليه تلك الحالة بعد ذلك، والحمد لله على نعمه.

27- الطفلة ءاية إبراهيم من البسطا الفوقا في بيروت كانت تبلغ من العمر تسع سنوات، عندما صدمتها شاحنة ما استدعى نقلها إلى المستشفى وهي في حالة الخطر الشديد وفقًا لتقرير الطبيب سامي القواس الذي أشار إلى وجود جرح نازف في الطحال، وثقبٍ في إحدى الرئتين وبعض الكدمات والرضوض وكسر، فأحضرت الشعرة الشريفة وبُركت بالشعرة بلا حائل، فتحسنت حالتها تدريجيًا وبشكل مستمر حتى تماثلت للشفاء في غضون عشرة أيام.

28- حكت منى سمو من البسطا في بيروت قصة ابنها محمد صلاح سمو البالغ من العمر 12 سنة، الذي كان يعاني مما يعرف بـ"كهرباء" في الرأس لمدة أربعة أشهر فعُرض على طبيب اختصاصي فقال: إن الكهرباء عند الولد قوية جدًا، وأنه يحتاج إلى علاج طويل، فبركته أمه بشعرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم راجعت الطبيب بعد ثلاثة أشهر، فقال: إنه لا كهرباء في رأس الولد، وهذا بإذن الله وبفيض بركات أثر النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر.

29- قالت رنا عيتاني في بيروت إنها استيقظت يومًا وفوجئت بأنها لا تسمع في أذنها اليمنى أبدًا، فقصدت عدة أطباء اختصاصيين فأخبروها أن درجة سمعها صفر وأن الأمر خطير جدًا، وأمهلوها عشرة أيام للعلاج المكثف، فإما أن يعود سمعها خلال هذه المدة، وإلا فلن تسمع أبدًا مدى الحياة، وقالوا إن هذه الحالة تحصل عادة بلا عوارض فجأة.
استمرت في العلاج مع احد الاطباء رغم كونه لم يعطها أي أمل بالشفاء، وبعد نحو عشرين يومًا أخذها والدها فتبركت بالشعرة الشريفة بلا حائل، وأدخلوا لها الشعرة المباركة في أذنها، ثم بعد بضعة أيام وقبل النوم سألت الله أن يشفيها بجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الليلة ذاتها رأت النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا، ثم لما استيقظت صباح ذلك اليوم عاد إليها سمعها، والحمد لله.

30- في عام 2005 عانى الحاج يوسف النقري من محلة البسطا في بيروت من دوارٍ حادٍ وإحساس بالتقيؤ، فاستشار الطبيب الذي أجرى له تخطيطًا للقلب عند الجهد فأشار عليه بدخول المستشفى لإجراء ما يسمى "الميل" فدخل إلى مستشفى الساحل في محلة الغبيري وعُمل له الميل، فتبين وجود انسداد في الشريان التاجي في القلب بنسبة كبيرة ما يمنع مرور الدم إلا بكميات قليلة وأن ذلك يحتاج إلى تركيب ما يسمى "روسور" [لأنه يمنع انسداد الشريان].
خلال تحضير الحاج النقري نفسه لإجراء العملية تبرك بلا حائل بشعرة النبي الأعظم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. ثم لما دخل غرفة العمليات في مستشفى "رياق" في محافظة البقاع اللبنانية وبدأ الأطباء بإجراء العملية فكانت المفاجأة الكبرى لهم أنه لم يظهر أي أثر للانسداد، فطلب الطبيب التصوير الأول، فتبين فيه موضع الانسداد الذي كان موجودًا، فزادت دهشة الطبيب الذي قال ان الانسداد قد ذهب.

31- طفل صفير اسمه "محمد منصور علي خان" من محلة خندق الغميق في بيروت وقع على رأسه تلفزيون كبير فنقل على الأثر إلى المستشفى حيث أجريت له صورة الأشعة فتبين وجود كسر في الجمجمة، فبركه أهله بشعرة النبي المباركة الشريفة ومسحوا له بها على رأسه ثم أعادوه إلى المستشفى فأجريت له صورة أخرى بالكومبيوتر، فأخبرهم الطبيب أن لا وجود لأي كسر في رأس الصبي ما عدا بعض الخدوش، الأمر الذي أذهل الطبيب وأثار تعجبه. وفي اليوم التالي قام الصبي يلعب وكأنه شيئًا لم يكن.

32- يروي الحاج حسين عنباوي من محلة برج أبي حيدر في بيروت أنه أصابه تنميل في وجهه من الجهة اليمنى، استمر مدة أربعة أشهر ونصف، ثم عرض نفسه على الأطباء، فأجريت له فحوص مخبرية، وصور شعاعية ومغناطيسية، وتخطيط للشرايين، ولم يتبين فيها شىء. واستمر الوضع على حاله حتى تبرك ذات يوم بشعرة النبي الشريفة بلا حائل، فوضع يده عليها ثم مسح بإصبعه على وجهه في الموضع الذي فيه "التنميل" راجيًا من الله تعالى أن يعافيه ببركة هذه الشعرة الشريفة، وفي اليوم التالي استيقظ من نومه، فما وجد أثرًا للتنميل، وتعافى بإذن الله تعالى.

33- كانت عصمت الساعاتي من محلة برج أبي حيدر في بيروت تعمل مدرسة في إحدى مدارس بيروت، ثم أصيبت بجلطة في عينها اليمنى في شهر ءاذار عام 2003 ما تسبب لها بفقدان جزئي للرؤية في تلك العين.
وبعد عام أصيبت بجلطة في العين الأخرى، وكانت هذه أشد وأقرب إلى مركز النظر من الأولى، فطلب الطبيب إجراء جلسات "لايزر" لإيقاف تقدم النزيف على شبكية العين، واشتدت حالتها حتى صارت عاجزة عن تمييز وجوه الناس، وانقطعت عن ممارسة مهنتها قرابة عام ونصف لعجزها عن رؤية الخط المكتوب.
واجرت جلسات "اللايزر" ولكنها لم تجد نفعًا. فتبركت بشعرة النبي الهاشمي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبعد عدة أيام بدأ نظرها بالتحسن، وتوقف النزيف، حتى عاد نظرها كسابق عهده، ولما عرضت نفسها على الطبيب تعجب من ذلك، وعلى الأثر عادت المرأة لممارسة عملها كمدرسة، تستطيع القراءة والكتابة بشكل طبيعي تمامًا.

34- في شهر كانون الأول سنة 2003 أحسّ أحمد محمد رجب من محلة النويري في بيروت بألم شديد ناحية القلب وصار يعرق، فنُقل مباشرة إلى المستشفى حيث بدأ نحو ثلاثة أو أربعة أطباء بمعالجته، ولكن الوضع استمر كما هو، وصار يرتجف بهيئة المُحتضر، فأحضرت له شعرة النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم ووضعت على موضع الألم قرابة الساعة، فعاد سليمًا معافى، وكأنه لم يكن به شىء، بفضل الله تعالى وبركة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.

35- كان ربيع البطلن وهو من برج أبي حيدر في بيروت، يعاني من ألم شديد في ركبته [تحديدًا عند الجلوس والسجود للصلاة]، استمر نحو ثلال سنوات، فعمل صورة مغناطيسية في مستشفى البربير في بيروت، ولكن لم يعرف الاطباء سبب الألم.
وأثناء سفره في إحدى المرات كان يجلس في السيارة والبرد قارس ما سبب له ألمًا شديدًا في ركبته، فتيسر له أن يتبرك بالشعرة الشريفة فوضعها مكان الألم بلا حائل، وما هي إلا فترة قصيرة حتى ذهب الألم وما عاد إليه رغم جلوسه لمدة طويلة، وذهب عنه الألم في الجلوس والسجود في الصلاة بفضل الله تعالى.

36- كان في اليد اليسرى للحاج عبد الناصر رجب من وطى المصيطبة في بيروت دملة كبيرة وقاسية، فوضع عليها شعرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فذهبت عنه تلك الدملة وما عاد يحس بالألم بإذن الله وببركة نبيه عليه الصلاة والسلام.

37- الحاجة زينب خليل المدهون [أم جمال الصايغ] من الزيدانية في بيروت كانت تشكو من حساسية حادة حتى إنها فقدت حاستي الشم والذوق مدة أربع سنوات، وعجز الاطباء عن معالجتها، ثم رات الشعرة الشريفة، وما إن فتحت العلبة التي فيها الشعرة المباركة وشمتها حتى تعافت بإذن الله تعالى.

38- قال الحاج محمد ترجمان من محلة البسطا في بيروت إنه كان يعاني من ألم في وركه يمتد إلى أسفل القدم ما يسبب له ألمًا شديدًا يكاد لا يُحتمل لا سيما عند الوضوء، وفي مساء يوم الجمعة 11/6/2004 تبرك وتمسح بالشعرة الشريفة، وبعد وقت قصير أحس أن الألم قد زال، فقام ببعض الحركات التي كانت تسبب له الالم فلم يعد يشعر بشىء مما سبق.

39- أصيبت الحاجة أمينة عميرات من محلة وطى المصيطبة في بيروت في شبكية إحدى عينيها، وبدأن بالعلاج حتى قطع الأطباء الرجاء من شفائها، وأشاروا عليها بالتزام أخذ الأدوية، لكنها تبركت بشعرة سيدنا محمد خير المرسلين والعالمين صلى الله عليه وسلم فعوفيت بإذن الله تعالى، حتى طلب الطبيب منها إيقاف الأدوية، لأن شبكية العين قد عوفيت بإذن الله.

40- ذكر حسام حجازي أن الحاجة أم أمين عبد الله من بيروت كانت تعاني من ضعف في بصرها بالنسبة للمسافة البعيدة وكانت عينها تدمع باستمرار، فبُركت بشعرة النبي الشريفة واكتحلت بها، فتعافت في اليوم التالي بحمد الله.

41- كانت نسرين حمد قطاع من الطريق الجديدة في بيروت تشكو من كيس دهني في أعلى الظهر وفقًا لتقرير الطبيب الجراح رمضان بشناتي، وكان قد قرر إجراء عملية جراحية لاستئصال المرض، ويذكر في تقريره أن نسرين تبركت قبل العملية بالشعرة الشريفة ثم حضرت إليه بعد حوالي ثلاثة أسابيع من تبركها بالأثر، وكان قد حجز موعدًا لإجراء العملية في 22/7/2004 ولكنها لما حضرت بتاريخ 20/7/2004 لم يجد أثرًا للكيس فألغى العملية.

42- كانت زينة عبد السلام سمرجي تعاني من ثقب في القلب، فتبركت بشعرة الهادي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم عاينها الطبيب بعد ذلك فاخبر والدها أن ابنته قد شفيت مما كانت تعاني، والحمد لله.


43- عبير تمر زوجة عدنان حلبي من البسطا في بيروت كانت تعاني من ألم في يدها لمدة خمس سنوات، وقد عرضت حالها على اطباء كثيرين وأخذت أنواع الأدوية المختلفة ولكنها لم تتعاف، وفي أحد الايام يسر الله لها أن تتبرك بشعرة النبي الشريفة، فتعافت وشفيت بإذنه تعالى.

44- كان ياسين مارشو من بئر حسن يصيبه صداع شديد في الرأس يصاحبه ألم شديد في عينيه حتى إنه لم يكن يرى جيدًا. وفي العام 2002 تبرك بالشعرة الشريفة واكتحل بها، فأحس بحرقة في عينيه، ثم إن الالم زال من رأسه وتعافت عيناه وصار بصره أحسن بكثير بفضل الله تعالى.

45- كان زكريا فخرو من محلة النويري في بيروت يعاني من ألم شديد وحرقة مؤلمة حول القلب، حتى لم يعد يقوى على أي جهد ولو كان بسيطًا، ولما عاينه أحد أطباء القلب في بيروت وأجرى له الفحوصات والتحاليل الطبية، وعين له موعدًا لإجراء تخطيط للقلب عند الجهد.
وقبل الموعد بيوم واحد تبرك زكريا وتمسح بالشعرة النبوية الشريفة، ثم أجرى ذلك التخطيط فلم يحس بأي تعب رغم استمرار التخطيط ما يقارب 45 دقيقة، وأخبره الطبيب أنه لا يعاني من شىء في القلب.

46- أصيب وسام جعنا من البسطا في بيروت وهو صغير بما يسمى "بالثعلبة" من فصيلة ما يسمونها بالأنثى، كانت تذهب وتعود حاصدة معها الشعر. فزار العديد من الأطباء وخبراء الأعشاب في لبنان والسعودية، ولكن دون جدوى. ثم في العام 1996 زار السعودية فوضع طبيب إبرًا في رأسه ولكن دون فائدة. وبقي على هذه الحال حتى لم يبق من شعر رأسه أو وجهه أو جسمه أي شعرة واحدة، وفي العام 1998 أخبره الاطباء في لبنان أن لا أمل بأن ينبت شعره مجددًا.
لكنه تبرك بشعرة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم على نية ذهاب مرضه، وفعلاً عاد شعره وكأنه لم يتساقظ من قبل، حتى ظن الناس أنه أجرى عملية زرع للشعر.

47- أخبر أحد الأطباء أبا أحمد بشتاوي أن إحدى كليتيه مصابة بالسرطان، واجريت له عملية استئصلت فيها الكلية المصابة، وفي اليوم التالي أخبره الأطباء بوجود شريان حول المسالك البولية مصاب بالسرطان أيضًا، فأُتي بشعرة النبي الهاشمي محمد خير خلق الله صلى الله عليه وسلم، فتبرك بها، ومسح بها على بطنه، وكانوا قد حددوا له موعدًا لإجراء العملية لذاك الشريان المصاب بعد ثلاثة أيام، وقبل يومين من إجراء العملية أعيد إجراء الفحص، فتبين خلوه من مرض السرطان كليًّا، بفضل الله تعالى.

48- امرأة من ءال الحفار من دمشق كانت قد أصيبت بالفالج في يديها ورجليها، وأمضت نحو السنتين وهي لا تتكلم، وبعد أن عجز الأطباء عن معالجتها مما فيها، أُحضرت لها شعرة النبي عليه الصلاة والسلام فتبركت بها، فتعافت وتكلمت بإذن الله، والشيخ عبد المالك السعدي شيخ الزاوية السعدية في دمشق هو من برّكها بالشعرة الشريفة وروى الحادثة. وهذه الزاوية يُبرك فيها إلى الآن بالشعرة النبوية الشريفة في شهر رجب وفي شهر ربيع وفي يوم التماس ليلة القدر.

49- أصيب محمد قباني من بيروت بنزيف حاد في إحدى عينيه، منعه من الرؤية بها، وقال الأطباء إنه ليس هناك إلا الانتظار ليذهب الدم وحده بدون إجراء أي عملية، ولكن يلزمُ ذلك وقت طويل. فذهب محمد واكتحل بشعرة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم عاد إلى بيته ونام، ولما استيقظ صباحًا وجد أن عينه عادت إلى طبيعتها بإذن الله وعاد يرى كما كان.

50- زينب وليد فخرو من السويد تعيش مع والدها في السويد، وقد عانت من فقدان بصرها بنسبة 90%، فوصف لها الأطباء نظارات سميكة جدًا، وبقيت على حالتها الصعبة مدة شهر. ثم تبركت ومسحت عينيها بالأثر الشريف فعاد بصرها في غضون ثلاثة أيام بعون الله وبركة النبي صلى الله عليه وسلم.

51- كانت الحاجة نهى مناصيفي من محلة الضناوي في بيروت تشكو من ءالام حادة في فقرات العمود الفقري، حتى إنها كانت تحبو حبوًا من شدة الأوجاع، وأخبرها الأطباء أنها تعاني من "ديسك" وأنها إذا أرادت إجراء عملية جراحية فهذا خطرٌ، وإن لم تجر العملية فهي في خطر أيضًا، فاحتارت في أمرها، وبقيت على هذه الحال نحو شهرين، حتى أُخذت لها شعرة أحمد الهادي النبي المبارك عليه الصلاة والسلام فتبركت وتمسحت على نية الشفاء، فتعافت بإذن الله وعادت تمشي كما كانت قبل مرضها.

52- امرأة من ءال شبارو من الطريق الجديدة في بيروت كانت حاملاً، وبعد مضي ستة أشهر أخبرتها طبيبتها أن الطفل مصاب بالتشويه وقد يموت خلال أيام، فذهبت المرأة إلى طبيبين ءاخرين فقالا كلامًا مشابهًا لكلام الطبيبة الأولى.
فتبركت بشعرة النبي صلى الله عليه وسلم متوكلة على الله عز وجل.
بعد ذهر ذهبت للمعاينة عند الطبيبة وأجرت لها صورة صوتية ملونة.
وأخبرتها أن الطفل سليم وليس هناك ما يدل على تشوه فيه.
ثم بعد فترة ولدت طفلاً سليمًا ليس فيه أي تشوه، والحمد لله.

53- في شباط 2004 مرضت الحاجة أم وليد دبوس من الزيدانية في بيروت، فطلب منها الطبيب أن تجري عملية لنزع الرحم لوجود مرض السرطان فيه، إلا أنها تبركت بشعرة النبي صلى الله عليه وسلم الشريفة فتعافت بإذن الله تعالى، وأجرت فحوصًا جديدة فتبين أن المرض قد زال بحول الله وقوته وبركة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولم تُجر أية عملية جراحية.

54- امرأة اسمها فريدة خالد فخر الدين من قرية الناعمة القريبة من بيروت، كان عندها ضعف في النظر لمدة 19 سنة وهي تضع النظارات، لما تمسحت بالشعرة النبوية تركت النظارات وما عادت بحاجة إليها.

55- عانت إحدى قريبات الحاج زياد شومان من صيدا وهي فتاة صغيرة من ضعف حاد في السمع في إحدى أذنيها، وفقد الطبيب الأمل بعودة سمعها إلى طبيعته، فتبركت بالشعرة الشريفة ووضعتها على أذنها. بعد أيام قليلة ذهبت البنت إلى الطبيب فأجرى لها تخطيطًا للسمع، وعندها ذهل فقد عاد سمعها إلى طبيعته والحمد لله.

56- قالت سلام الأبيض زوجة عارف عبد الجليل من محلة برج أبي حيدر في بيروت إن زوجها تعرض لحادث سير قوي أدى إلى كسرين في جمجمته ونزيف في الرأس وكسرين في رجله اليسرى وذلك بتاريخ 13/2/2006 فأدخل إلى العناية الفائقة للمراقبة بسبب حالته الخطرة جدًا. ثم بُرِّكَ بالشعرة الشريفة، ومُسح له بها على رأسه وعينيه. بعد ذلك بدأ عارف عبد الجليل بتحريك يديه ورجليه، ثم تثاءب وفتح عينيه، وبدأ بالتحسن المستمر يومًا بعد يوم حتى شفي والحمد لله.

57- تزوجت رنا حمصي من بيروت ولم تستطع أن تحمل حتى بعد علاج دام ثماني سنوات وإجراء ما يسمونه التلقيح الاصطناعي عدة مرات.
ثم تبركت هي وزوجها بشعرة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مرور شهر حملت، واستمر حملها بإذن الله تعالى وولدت بنتًا، والحمد لله.

58- امرأة من سكان مخيم شاتيلا في بيروت من ءال الحسين كان الطبيب قد قرر لها عملية جراحية في رأسها، لكنها قبل ذلك رأت الشعرة النبوية فتبركت بها ووضعتها على المكان الذي ستجري العملية فيه، بعد ذلك ذهبت إلى طبيبها فعاينها وأخبرها بأنها ما عادت تحتاج إلى تلك العملية الجراحية.

59- كانت الحاجة هدى الخطيب تعاني من ألم مزمن في رقبتها، فتبركت بشعرة النبي صلى الله عليه وسلم فذهب ذلك الألم بعونه تعالى وبركة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.

60- امرأة من سكان مخيم شاتيلا في بيروت اسمها نوال فريحة كانت تعاني من مرض في إحدى عينيها بحيث لا ترى بها جيدًا، فتبركت بشعرة النبي صلى الله عليه وسلم الشريفة ودعت الله فتعافت بلحظتها بإذن الله القادر.

61- رجل من ءال قرانوح من الضاحية الجنوبية لبيروت كان يعاني من ألم في ركبته اليمنى لمدة عشر سنوات تقريبًا، ذهب إلى أطباء كثر منهم الطبيب جلال الناطور، والطبيب رياض الفقيه، فأخبروه أنه يحتاج إلى عملية جراحية لما يُعرف بـ"الغضروف"، فلم يفعل ذلك، حتى وصلت حاله أن عجز عن السجود في الصلاة فصار يصلي وهو قاعد على الكرسي.
وخلال شهر ءاب 2004 تبرك بالشعرة الشريفة، فانتفخت رجله كما لو أجريت لها جراحة، وبعد نحو سبع دقائق عادت طبيعية، فحركها بصورة عادية ثم قام فسجد بصورة طبيعية، وذهب عنه الألم بفضل الله.

62- كانت الحاجة أم محمد جوهر وهي من أهالي محلة كركول الدروز في بيروت تعاني من ءالامٍ شديدة في ظهرها فاستعملت أنواع الأدوية المختلفة، وزارت الأطباء، ولكن دون جدوى، فما كان منها إلا أن تبركت بقطعة من قميص النبي عليه الصلاة والسلام ومسحت بها ظهرها، فشفيت بإذن الله القادر، وذهب عنها الألم، ولم تعد تشكو من شىء حتى تركت كل الأدوية.

63- كان عبد الرحمن محمد الملا من البسطة التحتا في بيروت يتمرن ويرفع الأثقال مدة اثنتي عشرة سنة بعد ذلك تبين أنه يوجد عنده عظم ناتئ عند كتفه الأيسر ما سبب له ءالامًا وأوجاعًا مستمرة، فأجرى الصور وكانت كلها تثبت وجود تلك العظمة، واستمر الألم نحو ست سنوات، تعالج خلالها عند خمسة أطباء أجمعوا على إجراء عملية جراحية له. في البداية فزع من الجراحة فانصرف عنها، ولما اشتد الألم كثيرًا عاد فقرر إجراء العملية.
ثم يسر الله له أن يتبرك بالشعرة الشريفة، ومسح موضع الألم، فذهب النتوء والآلام بإذن الله تعالى وبركة نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم.

64- إبراهيم كامل عميرات من محلة برج أبي حيدر في بيروت، وقع مرة على ظهره فأصيب برضوض سببت له ءالامًا مبرحة في فقرات العمود الفقري وبعض العظام. فتبرك بقطعة من قميص النبي صلى الله عليه وسلم مسح بها على ظهره فذهب عنه الألم فورًا.

65- قال حسن جدايل من محلة أبي سهل في بيروت في 23/7/2004 إنه منذ حوالي ست سنوات وهو يعاني من أوجاع في إحدى عينيه بسبب تعرضه للأسيد ما سبب له احتراقًا في شبكة الهين، وارتخاء في عضلاتها، ما يبقيها مفتوحة ويسبب فيها احمرارًا وحرقة شديدة، ما يدفعه إلى إبقائها مغلقة أثناء النهار لترتاح. ثم تيسر له أن يتبرك بشعرة النبي الشريفة، فما عاد يشعر بشىء مما كان يعاني، وذهب الاحمرار والحرقة والارتخاء، بفضل الله عز وجل.

66- بلال عبد اللطيف قاطرجي من محلة برج أبي حيدر في بيروت عانى من ءالام شديدة في صدره ورأس معدته. تبرك بقطعة من قميص النبي محمد صلى الله عليه وسلم فشفي ببركة النبي صلى الله عليه وسلم.


67- خليل جرداني من أهالي محلة برج أبي حيدر في بيروت، يعمل سائق شاحنة نقل، تعرض لحادث سير، أدى إلى كسر إحدى رجليه، وعانى من احتباس الدم فيها ما سبب له تورمًا كبيرًا. ثم تبرك بقطعة من قميص النبي عليه الصلاة والسلام. فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يمسح له على موضع العلة فاستيقظ في الصباح وقد بدأت رجله تتعافى إلى أن شفي تمامًا في وقت قصير جدًا خلافًا للعادة.
68- قال توفيق فايد: علمت أن عند أسامة الأسير شريانًا مسدودًا في قلبه وهو بصدد عملية يوم غد، فأعطيته حبة ملبس بالشوكولاته مُسح عليها بالشعرة النبوية المباركة، فأكلها. وفي اليوم التالي، اتصل بي وأخبرني أنه بعد الفحوصات في المستشفى تبين أن كل شرايين جسمه سليمة [مدينة ديربورن في ولاية ميشيفين الأميركية عام 2005].
69- قصد الحاج مروان قطاع من الطريق الجديدة في بيروت في شهر رمضان 2005 الدكتور سعيد الخطيب من أجل التهاب حاد وألم شديد في الضرس الأسفل الأيمن، وكان الضرس بعد فحص سريري يحتاج لعلاج عصب، ولكن نظرًا لاضطراره للسفر لم يُعالج العصب وسافر خارج البلاد واشتد الألم عليه كثيرًا في طريق السفر، ثم تبرك بالشعرة الشريفة ووضعها على مكان الألم من الخارج، فزال الألم، ثم بعد الفحص تبيّن أن الالتهاب قد اختفى.
70- في سنة 2001 توجه سرحان سرحان إلى مستشفى "كلابك" –في مدينة "آسن" الألمانية- لزيارة بنت تركية عمرها 18 سنة واسمها أوكسل شاهين، تجمّع القيح تحت جلدة رأسها وفقدت السمع والبصر والكلام، وأخذت إلى العناية الفائقة للعلاج، وكانت تتقيأ ما تشربه، فأعطى والدها ماءً فيه غمست الشعرة النبوية الشريفة، فشربته. وكانت أمضت أربعة أيام في العناية الفائقة، والأطباء يعملون لها الفحوصات والتحاليل فاستيقظت في الصباح وهي تسمع وتتكلم وترى، والاطباء متعجبون كيف ذهب القيح، ثم خرجت من المستشفى في اليوم الخامس.
71- منذ سنة 2004 كان لؤي جهاد برو يعاني من ضعف في السمع فأخذته أمه إلى الدكتور محمد عيتاني فأخبرها أنه يوجد عنده ضعف في سمعه ويحتاج إلى عملية جراحية فورًا لأنه فقد من سمعه 70% ولم يبق إلا 30% وحدد موعد العملية. وبعدها بُرك بالشعرة الشريفة ووضعت على أذنيه. ويوم العملية بعد يومين فحصه الدكتور أكثر من مرة فاستغرب وقال: أصبح نسبة السمع 70%.
72- يقول عماد مكداشي من محلة برج أبي حيدر في بيروت: تزوجت في أواخر سنة 1999 وبعد مرور ستة أشهر لم تحمل زوجتي فراجعت طبيبًا بعد إجراء بعض التحاليل فأخبرني أن الحالة صعبة جدًا.
ذهبت من طبيب إلى ءاخر ومن طبيب أعشاب إلى ءاخر، وصرفت ما يقارب العشرة ءالاف دولار حتى أيار 2004.
ثم كنت يومًا أستمع إلى درس عن بركات الشعرة النبوية وما حصل من عجائب بعد التبرك بها، فقصدت مَنْ عنده الشعرة الشريفة وتبركت بها. وفي حزيران حملت زوجتي ثم جاءت ببنت.
73- كان يوجد عند صلاح سوبرة من بشامون في كتفه الأيمن تكلس، وعادةً لا يذهب هذا الشىء إلا بعملية، فتمسح بالشعرة المباركة، وبعد فترة عمل صورة لكتفه فلم يُر أثر للتكلس، ويشهد على هذا الدكتور محمد صادق زيدان.
74- قال محمد وإبراهيم نجارين ولدا الحاج عبد الله نجارين: إن والدهما وقع وانكسرت جمجمته من الخلف وأصيب بنزيف ووقع في غيبوبة، وبعدما أجريت له عملية جراحية في مستشفى "بهمن" في الضاحية الجنوبية لبيروت قال الأطباء: إن أمل النجاة واحد في المئة. ثم بُرّك بالشعرة النبوية الشريفة فتوقف النزيف واستفاق من الغيبوبة وصار يتكلم بفضل الله.
75- تعيش فاتن صلاح علي خان في ألمانيا في منطقة كلزن كرشن، وقد تزوجت في شهر حزيران عام 2005، حملت بطفل لمدة شهرين، ولما ذهبت لمراجعة الطبيبة الألمانية قالت لها: الطفل ما عنده نبض ويلزمك عملية فورًا. فعملت بعد يومين العملية. وبعد فترة حملت أيضًا بمولود وذهبت للطبيبة للمراجعة فقالت لها إن الجنين ليس له نبض ويلزمك عملية فورًا وعليم الذهاب إلى المستشفى، فذهبت بنفس التاريخ إلى المستشفى وقالوا لها في المستشفى عليك إجراء عملية والتخلص من الجنين، وقبل إجراء العملية بيوم بتاريخ 7/5/2006 تبركت بالشعرة الشريفة، ونامت والشعرة الشريفة معلقة في رقبتها، وفي الصباح بعد الفحوصات التي تسبق العملية تبين أن عند الجنين نبضًا فاندهش الدكتور، واستغنت عن العملية واستمر حملها.
76- صبي عمره ثماني سنوات وهو ابن الحاج جهاد عيتاني من بيروت أجريت له عملية جراحية في اللثة بسبب التهابات فيها، وكان خده وارمًا، فجيء بالشعرة الطاهرة المباركة فمُسح بها على خده، ثم في اليوم التالي أخبر الصبي أمه أنه لا يشعر بأية أوجاع، ففتحت فمه ونظرت فلم تجد أثرًا للجرح، وذهب عنه الورم.
77- أصيبت أم بلال الزين من ألمانيا بجلطة في الدماغ وأدخلت المستشفى وأصابها شلل نصفي ولم تعد تستطيع أن تحرك يدها ولا رجلها ولم تعد تتعرف على الأشخاص، وقال الدكتور إنها تحتاج إلى عملية في رأسها وإنها تحتاج إلى طبابة وعناية طويلتين حتى تعود كما كانت. ثم تبركت بالشعرة النبوية الشريفة فعادت تتكلم وتحرك يدها ورجلها فتعجب الاطباء والممرضات، وما عادت تحتاج إلى عملية، وبعد يومين قامت ومشت والحمد لله، وتحجبت بسبب ذلك.
78- الحاجة زينب خليل المدهون [أم جمال الصايغ] من محلة الزيدانية في بيروت أثناء عودتها في أحد أيام رمضان إلى منزلها وقعت على ظهرها، وبعد إجراء الصور الشعاعية تبين وجود كسر في الفقرة الثالثة من عمودها الفقري، وطلب الطبيب إجراء عملية جراحية لها.
فما كان منها إلا أن تبركت بالشعرة الشريفة. بعد ذلك ذهبت وعملت صورة الأشعة، فذهل الطبيب إذ عاد كل شىء كما كان طبيعيًا بإذن الله تعالى.
79- الصيدلاني شوقي شعبان برّك بالشعرة الشريفة شخصًا من ءال فوّاز مصابًا بالسرطان في الغدد اللمفاوية وكان جسمه أصبح أزرق من شدة المرض، ولما تبرك بالشعرة المباركة انصرف إلى بيته وصار يتقيأ بشدة حتى عاد لون جسمه إلى طبيعته. ثم ذهب إلى مستشفى رزق فأخبره الأطباء أن المرض قد ذهب عنه وطلبوا منه إجراء فحوصات عادية بعد شهرين للتأكد كليًا من ذلك. وصار الرجل بصحة جيدة والحمد لله.
80- رجل من ءال فواز من الإقليم كان مريضًا جدًا في المستشفى العسكري، حتى صار يهذي في الكلام لاحتمال وجود تورم في رأسه، وتعب شديد في القلب، فأخذت له شعرة النبي صلى الله عليه وسلم فتبرك بها فذهب عنه ما كان وشفي بإذن الله.
81- ولد عمره أربع سنوات واسمه أدهم إبراهيم من قرية الهري شمال لبنان وقع على رجله فكسرت، فوضعت له الجبيرة، ولكن الطبيب قرر أن يُجري له عملية جراحية لإعادة العظم إلى مكانه ثم بعد ذلك زاد الأمر بأن وقعت أخت الصبي على رجله المكسورة، فصار يصرخ من شدة الالم، فجيء بالشعرة المباركة الشريفة ووضعت مكان الألم، وكذلك في اليوم التالي أيضًا عاد فمسح بالشعرة الشريفة مكان الكسر وصار يُقبلها، بعد ذلك ذهب للطبيب لإجراء صورة أشعة جديدة فذهل الطبيب إذ لم يجد أثرًا لما رءاه منذ يومين عند وضع الجبيرة للصبي، فشفي ببركة رسول الله الطاهر ولم يحتج لتلك العملية والحمد لله.
82- فتاة عمرها ثمانية عشرة عامًا، مصابة بمرض السرطان في أسفل عمودها الفقري، وكان المرض قد منعها من القدرة على المشي. وهذه البنت كانت تتعالج في إحدى مستشفيات ألمانيا، فطلبت والدتها اليمنية أن تؤخذ شعرة النبي عليه الصلاة والسلام لابنتها لتتبرك بها، علها تتعافى بإذن الله تعالى.
وهكذا حصل تبركت ومسحت بالشعرة الشريفة علىعمودها الفقري، وعلى رجليها، وبعد أسبوع تقريبًا تعافت الفتاة مما فيها، وأصبحت قادرة على المشي بإذن الله، فتفاجأ الاطباء وذهلوا لما جرى والحمد لله على كل حال.
والحاج أبو فادي بعلبكي من مدينة مان هايم الألمانية هو الذي أخذ لها الشعرة ويشهد على حصول هذه الحادثة.
83- الشيخ طارق اللحام أخذ الشعرة الشريفة في 5/5/2003 لزيارة أحد أقرباء زوجته من ءال ترجمان، وكان قال له الأطباء أنه مصاب بالسرطان في إحدى كليتيه وإنه يحتاج لعملية جراحية. فمسح بالشعرة الشريفة على جسمه وعلى كليتيه فشفي بإذن الله الكريم وبركة نبيه العظيم عليه الصلاة والسلام.
84- شخص من ءال عبود من محلة البسطة الفوقا والده الحاج يوسف قاسم عبود كان يُتابع دورة رياضية قاسية ومتعبة جدًا مدتها ستة أشهر وفي أثناء الشهر الأخير تعرض لحادث أدى إلى خلع كتفه فأحدث فجوة السنتم وفقًا لصور الأشعة فأشار الأطباء عليه أنه لا بد من التوقف عن التمارين وربط الكتف بطريقة طبية إلى العنق لمدة عدة أشهر وبعد فترة من الحادث تبرك بالشعرة النبوية الشريفة ووضعها على كتفه وفي اليوم التالي عند الصباح شعر بتحسن وأنه يحرك كتفه بلا ألم شديد وكان قبل ذلك يحاول فلا يستطيع فك الرباط وقام ببعض التمارين فلم يشعر إلا بألم بسيط جدًا وعاد لمتابعة التمارين المتبقية فحذره الأطباء ولم يوافقوه واستمر في دروته الرياضية وفاز في المرتبة الأولى في تلك الدورة.
85- كان الحاج محمد علي قطاع مريضًا في سنة 2004 فأخذت له الشعرة الشريفة ليتبرك بها وكانت الغرفة مغلقة بحيث لا يوجد ممر للهواء وفجأة صار يخرج من ناحية الشعرة الشريفة نسمات قوية وفيها روائح طيبة زكية وكأن مجرى للهواء فتح بشكل ظاهر وقوي وامتلأ البيت برائحة الطيب يشهد على ذلك زوجته الحاجة بهيجة جوهر وأولادها الحاج بكري قطاع والحاج مروان قطاع.
86- سامي مازن البطل كان عمره أيامًا وفجأة مرض فتوقف عن الرضاع وصار يتقيأ كل ما يرضعه ولا يتقبل جسمه شيئًا وقال الأطباء إنه في خطر وإنه قد يموت خلال ثلاثة أيام ووضع في العناية الفائقة ولم يتحسن حاله حتى أتِيَ بالشعرة إليه وبُرك بها فصار يتحرك في الحال وعاد النشاط إليه وكان لونه أصفر فبدأ يتغير إلى الأحمر ويرجع لونه الطبيعي إليه حال تبركه بالشعرة ثم أعاد له الأطباء الفحوصات كلها فدهشوا بأنّ كل الفحوصات سليمة بعد أن كانوا يظنون أن حالته قد تصل إلى الموت وهو الآن بفضل الله سليمًا معافًا ورجع إلى طبيعته وصحته وهذا كله بأسرار شعرة النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
87- وشهدت الحاجة أم قاسم عميرات أنها أرسلت من الماء الذي غمست فيه الشعرة النبوية الشريفة إلى حفيدها وكان صديقه مصابًا بالسرطان وقطع الأطباء الأمل منه وقالوا له اجلس في البيت وانتظر الموت فأعطاه من هذا الماء فصار يشرب منه ويمسح جسده وبعد مدة أحس بتحسن ظاهر فذهب وعمل فحوصات جديدة وتبين في نتيجتها أنه قد تعافى ولم يبق معه شىء من السرطان والحمد لله على هذه النعمة العظيمة.
88- شخص من ءال الحلاق كان إصبعه لا يفتح، ويحتاج إلى عملية جراحية حتى يفتح، فلما تبرك بالشعرة ووضعها على إصبعه فتح إصبعه على الفور أمام الناس.
89- كانت زينة عبد السلام سمرجي تعاني من ثقب في القلب تبركت بشعرة الهادي محمد صلى الله عليه وسلم ثم عاينها الطبيب بعد ذلك فأخبر والدها أن ابنته قد شفيت مما كانت تعاني والحمد لله.
TohaKepriben

Previous Post Next Post