كتاب المقدمة الجزرية


المقدمة الجزرية فى التجويد

لشمس الدين محمد بن محمد الجزري

المتوفى سنة 823 هـ.


دار المشاريع

الطبعة الاولى



بسم الله الرحمن الرحيم


يَقولُ راجي عَفوِ رَبٍّ سامِعِ # مُحَمَّدُ بنُ الجَزَرِيّ الشافِعي

الحَمدُ لله وَصَلَّى الله # عَلَى نَبِيّهِ وَمُصطَفاهُ

مُحَمَّدٍ و ءَالِهِ وَصَحبِهِ # وَمُقرِئ القُرءَانِ مَعَ مُحِبّهِ

وَبَعدُ إنَّ هذِه ِمُقَدّمَهْ # فِيما على قارِئِهِ أن يَعلَمَهْ

إذْ واجِبٌ عَلَيهِمُ مُحَتَّمُ # قَبلَ الشُّروعِ أوَّلا أن يَعلَمُوا

مَخارِجَ الحُروفِ والصّفاتِ # لِيَنطِقوا بأفصَحِ اللُّغاتِ

مُحَرّري التَجوِيدِ والمَوَاقِفِ # وَمَا الَّذِي رُسِم فِي المَصَاحِفِ

مِن كُلّ مَقطُوعٍ وَمَوصُولٍ بِهَا # وَتَاءِ أُنثَى لَم تكُن تُكتَبْ بِهَا



مخارج الحروف


مَخَارِجُ الحُرُوفِ سَبعَةَ عَشَرْ # عَلَى الَّذِي يَختَارُهُ مَنِ اختَبَرْ

فَألِفُ الجَوفِ وَأُختَاهَا وَهِيْ # حُرُوفُ مَدٍّ لِلهَوَاءِ تَنتَهِيْ

ثُمَّ لأقصَى الحَلقِ هَمزٌ هَاءُ # ثُمَّ لِوَسْطِهِ فَعَينٌ حَاءُ

أدنَاهُ غَينٌ خاَؤُهَا وَالقَافُ # أقصَى اللّسَانِ فَوقُ ثُمَّ الكَافُ

أسفَلُ والوَسْطُ فَجيمُ الشّينُ يَا # وَالضَّادُ مِن حَافَّتِهِ إذْ وَلِيَا

الاضرَاسَ مِن أيسَرَ أو يُمنَاهَا # وَاللاَّمُ أدنَاهَا لِمُنتَهَاهَا

وَالنُّونَ مِن طَرفِهِ تَحتُ اجعَلُوا # وَالرَّا يُدَانِيهِ لِظَهرٍ أدخَلُ

وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَتَا مِنهُ وَمِن # عُليَا الثَّنَايَا والصَّفِيرُ مُستَكِنْ

مِنهُ وَمِن فَوقِ الثَّنَايَا السُّفلَى # وَالظَّاءُ وَالذَّالُ وَثَا لِلعُليَا

مِن طَرفَيهِمَا وَمِن بَطنِ الشَّفَهْ # فَالفَا مَعَ أطرَافِ الثَّنَايَا المُشرِفَهْ

لِلشَّفَتَينِ الوَاوُ بَاءٌ مِيمُ # وغُنَّةٌ مَخرَجُهَا الخَيشُومُ


صفات الحروف


صِفَاتُهَا جَهرٌ وَرِخوٌ مُستَفِلْ # مُنفَتِحٌ مُصمَتَةٌ وَالضّدَّ قُلْ

مَهمُوسُها "فَحَثَّهُ شَخصٌ سَكَتْ " # شَدِيدُهَا لَفظُ "أجِدْ قَطٍ بَكَتْ"

وَبَينَ رِخوٍ وَالشَّدِيدِ " لِنْ عُمَرْ" # وَسَبعَ عُلوٍ خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ حَصَرْ

وَصَادُ ضَادٌ طَاءُ ظَاءٌ مُطبَقَهْ # وَ"فَرَّ مِنْ لُبّ" الحُرُوفُ المُذلَقَهْ

صَفِيرُهَا صَادٌ وَزَايٌ سِينُ # قَلقَلَةٌ قُطبُ جَدٍ وَاللّينُ

وَاوٌ وَيَاءٌ سُكّنَا وَانفَتَحَا # قَبلَهُمَا وَالانحِرَافُ صُحّحَا

فِي اللاَّمِ وَالرَّا وَبِتَكرِيرٍ جُعِلْ # وَلِلتَّفَشّي الشّينُ ضَادًا اسْتَطِلْ


باب التّجويد


وَالأخذُ بِالتَّجوِيدِ حَتمٌ لازِمُ # مَن لَم يُصَحّحِ القُرَِانَ ءاثِمُ

لأنَّهُ بِهِ الإلهُ أنزَلا # وَهَكذَا مِنهُ إلَينَا وَصَلا

وَهُوَ أيضَا حِليَةُ التِلاوَةِ # وَزِينَةُ الأدَاءِ وَالقِرَاءَةِ

وَهُوَ إعطاءُ الحُروفِ حَقَّهَا # مِن صِفَةٍ لَهَا وَمُستَحقَّهَا

وَرَدُّ كُلّ واحِدٍ لأصلِهِ # وَاللَّفظْ في نَظِيرِهِ كَمِثلِهِ

مُكَمّلاً مِن غَيرِ مَا تَكَلُّفِ # بِاللُّطفِ فِي النُّطقِ بِلا تَعَسُّفِ

وَلَيسَ بَينَهُ وَبَينَ تَركِهِ # إلا رِياضَةُ امرِئ بِفَكّهِ


باب التّرقيق و استعمال الحروف


فَرَقّقَنْ مُستَفِلاً مِن أحرُفِ # وَحاذِرَنْ تَفخِيمَ لَفظِ الألِفِ

وَهَمزِ ألحَمدُ أعوذُ إهدِنا # الله ثُمَّ لامِ لله لَنا

وَلْيَتَلَطَّف وَعَلى الله وَلا الضّ # وَالمِيمَ مِن مَخْمَصَةٍ وَمِن مَرَضْ

وَباءِ بَرقٍ باطِلٍ بِهِم بِذِي # وَاحرِصْ عَلى الشّدَّةِ والجَهرِ الَّذي

فِيها وَفي الجِيمِ كُحُبّ الصَّبرِ # رَبوَةٍ اجتُثَّتْ وَحِجّ الفَجرِ

وَبَيّنَن مُقَلقَلاً إن سَكَنا # وَإن يَكُن فِي الوَقفِ كانَ أبيَنَا

وَحاءَ حَصحَصَ أحَطتُ الحَقُّ # وَسينَ مُستَقيمِ يَسطُو يَسقُو


باب الرّاءات


وَرَقّقِ الرَّاءَ إذا مَا كُسِرَتْ # كَذاكَ بَعْدَ الكَسرِ حَيثُ سَكَنَتْ

إن لَم تكُن مِن قَبلِ حَرفِ استِعلا # أو كانَتِ الكَسرَةُ لَيسَت أصلا

وَالخُلفُ في فِرقٍ لِكَسرٍ يوجَدُ # وَأخفِ تَكريراً إذا تُشَدَّدُ


باب اللاّمات


وَفَخِّمِ اللاَّمَ مِن اسمِ الله # عَن فَتحٍ أو ضَمّ كَعَبدِ الله

وَحَرفَ الاستِعلاءِ فَخّم وَاخصُصَا # الاطبَاقَ أقوَى نَحوُ قالَ والعَصَا

وَبَيّنِ الإطباقَ مِن أحَطتُ مَعْ # بَسَطتَ والخُلفُ بِنَخلُقْكُمْ وَقَعْ

وَاحرِصْ عَلى السُّكونِ في جَعَلنا # أنعَمتَ والمَغضوبِ مَع ضَلَلنَا

وَخَلّصِ انفِتاحَ مَحذورًا عَسَى # خَوفَ اشتِباهِهِ بِمَحظوراً عَصَى

وَراعِ شِدَّةً بِكافٍ وَبِتا # كَشِركِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتا


إدغام المتماثلين والمتجانسين


وَأوَّلَيْ مِثلٍ وَجِنْسٍ إن سَكَن # ْ # أدغِمْ كَقُل رَبّ وَبَل لا وَ أبِنْ

في يَومِ مَع قالوا وَهُم وَقُل نَعَمْ # سَبّحْهُ لا تُزِغ قُلوبَ فَالتَقِمْ


باب الضّاد والظّاء


وَالضَّادَ بِاستِطالَةٍ وَمخرَجِ # مَيّزْ مِنَ الظَّاءِ وَكُلُّها تَجِي

في الظَّعنِ ظِلّ الظُّهرِ عُظمِ الحِفظِ # أيقِظ وَأنظِر عَظمِ ظَهرِ اللَّفظِ

ظاهِر لَظَى شُوَاظِ كَظمٍ ظَلَما # أُغلُظ ظَلامَ ظُفرٍ انتَظِرْ ظَمَا

أظفَرَ ظَنّاً كَيفَ جَا وَعِظ سِوَى # عِضِينَ ظَلَّ النَّحلِ زُخرُفٍ سَوَا

وَظَلتَ ظَلتُم وَ بِرُومٍ ظَلُّوا # كَالحِجرِ ظَلَّت شُعَرَا نَظَلُّ

يَظلَلنَ مَحظورًا مَعَ المُحتَظِرْ # وَكُنتَ فَظَّا وَجَميعِ النَّظَرْ

إلا بِوَيلٍ هَل وَأُولَى ناضِرَهْ # وَالغَيظِ لا الرَّعدُ وَهُودٌ قاصِرَهْ

وَالحَظّ لا الحَضّ عَلى الطَّعامِ # وَفي ضَنِينٍ الخِلافُ سامِي

التّحذيرات


وَإن تَلاقَيا البَيانُ لازِمُ # أنقَضَ ظَهرَكَ يَعَضُّ الظَّالِمُ

وَاضطُرَّ مَع وَعَظتَ مَع أفَضتُمُ # وَصَفّ "ها" جِباهُهُم عَلَيهِمُ

وأظهِرِ الغُنَّة مِن نُونٍ وَمِنْ # ميمٍ إذا ما شُدّدا وَأخفِيَنْ

المِيمِ إن تَسكُن بِغُنَّةٍ لَدَى # باءٍ على المُختارِ مِن أهلِ الأدَا

وأظهِرَنْها عِندَ باقِي الأحرُفِ # وَاحذَر لَدَى وَاوٍ وَفا أن تَختَفِي


حكم النّون السّاكنة والتّنوين


وَحُكمُ تَنوينٍ وَنونٍ يُلفَى # إظهارٌ ادغامٌ وَقَلبٌ إخفَا

فَعِندَ حَرفِ الحَلقِ أظهِر وَادَّغِمْ # فِي اللاَّمِ والرَّا لا بِغُنَّةٍ لَزِمْ

وَأدغِمَن بِغُنَّةٍ في يُوْمِنُ # إلا بِكلمَةٍ كَدُنيَا عَنْوَنُوا

وَالقَلبُ عِندَ البَا بِغُنَّةٍ كَذا # الإخفَا لَدَى باقِي الحُرُوفِ أُخِذَا


باب المدود

وَالمَدُّ لازِمٌ وَوَاجِبٌ أَتَى # وَجائِزٌ وَهْوَ وَقَصرٌ ثَبَتَا

فَلازِمٌ إن جاءَ بَعدَ حَرفِ مَدّ # ساكِنُ حالَينِ وَ بِالطُّولِ يُمَدّ

وَوَاجِبٌ إن جاءَ قَبلَ هَمزَةِ # مُتَّصِلاً إن جُمِعَا بِكِلْمَةِ

وَجائِزٌ إذا أتَى مُنفَصِلاَ # أو عَرَضَ السُّكونُ وَقفًا مُسجَلاَ


الوقف والابتداء

وَبَعْدُ تَجويدِكَ لِلحُروفِ # لا بُدَّ مِن مَعرِفَةِ الوقُّوفِ

وَالابتِداءِ وَهْيَ تُقسَمُ إذَنْ # ثَلاثَةً تامٌ وَ كافٍ وَحَسَنْ

وَهْيَ لِما تَمَّ فَإن لَم يوجَدِ # تَعَلُّقٌ أو كانَ مَعنًى فابتَدِي

فالتَّامُ فَالكافِي وَلَفظًا فَامنَعَنْ # إلا رُؤوسَ الآيِ جَوّزْ فَالحَسَنْ

وَغَيرُ ما تَمَّ قَبيحٌ وَلَهُ # الوَقفُ مُضطَرًّا وَيَبدَا قَبلَهُ

وَلَيسَ في القُرءانِ مِن وَقفٍ وَجَبْ # وَلا حَرامٍ غَيرَ ما لَهُ سَبَبْ



المقطوع والموصول

وَاعرِف لِمقطُوعٍ وَ مَوصُولٍ وَتا # في مُصحَفِ الإمامِ فِيما قَد أتَى فَاقطَع بِعَشرِ كَلِماتٍ أن لا # مَع مَلجَإٍ وَلا إلَهَ إلا

وَتَعبُدوا ياسينَ ثانِيْ هُودَ لا # يُشرِكنَ تُشرِك يَدخُلنَ تَعلُوا عَلى أن لا يَقُولُوا لا أقولَ إن ما # بالرَّعدِ والمَفتوحَ صِلْ وَعَن ما نُهُوا اقطَعوا مِن بِرومٍ والنّسا # خُلفُ المُنافِقِينَ أم مَن أسَّسا فُصّلَتِ النّسَا وَذِبحٍ حَيثُ ما # وَأن لَمِ المَفتوحَ كَسرَ إنَّ مَا الانعَامِ والمَفتوحَ يَدعونَ مَعَا # وَخُلفُ الانفالِ وَنَحلٍ وَقَعَا

وَكُلّ ما سَألتُمُوهُ وَاختُلِفْ # رُدُّوا كَذا قُل بِئْسَمَا والوَصلَ صِفْ خَلَفتُمُوني وَاشتَرَوْا فِي مَا اقطَعا # أُوحِي أفَضتُمُ اشتَهَتْ يَبلُو مَعُا

ثانِي فَعَلنَ وَقَعَت رومٍ كِلا # تَنزِيلَ شُعرَا وَغَيرَ ذِي صِلا

فَأينَمَا كَالنَّحلِ صِل وَمُختَلَفْ # فِي الشُّعَرَا الأحزَابِ وَالنّسَا وُصِفْ

وَصِل فَإلَّم هُودَ أَلن نَجعَلا # نَجمَعَ كَيلا تَحزَنُوا تَأسُوا عَلَى

حَجُّ عَلَيكَ حَرَجٌ وَقَطعُهُمْ # عَن مَن يَشَاءُ مَن تَوَلَّى يَومَ هُمْ

وَمَالِ هذَا وَالَّذِينَ هؤُلا # تَحِينَ فِي الإمَامِ صِل وَوُهّلا

وَوَزَنُوهُمُ وَكَالُوهُم صِلِ # كَذَا مِن الْ وهَا وَيَا لا تَفصِلِ


باب التّاءات

وَرَحمَتُ الزُّخرُفِ بِالتَّا زَبرَه # الاعرَافِ رُومٍ هُودِ كَافِ البَقَرَهْ

نِعمَتُهَا ثَلاثُ نَحلٍ إبرَهَمْ # مَعًا أخِيرَاتٌ عُقُودُ الثَّانِ هُمْ

لُقمَانُ ثُمَّ فَاطِرٌ كَالطّورِ # عِمرَانَ لَعْنَتَ بِهَا وَالنُّور

وَامرَأْتُ يُوسُفَ عِمرَانَ القَصَصْ # تَحرِيمَ مَعصِيَتْ بِقَد سَمِع يُخَصّ

شَجَرَتَ الدُّخَانِ سُنَّتْ فَاطِرِ # كُلًّ وَالانفَالِ وَحَرفِ غَافِرِ

قُرَّتُ عَينٍ جَنَّتٌ فِي وَقَعَتْ # فِطرَت بَقِيَّت وَابنَتٌ وَكَلِمَتْ

أوسَطَ الأعرَافِ وَكُلُّ مَا اختُلِفْ # جَمعًا وَفَردًا فِيهِ بِالتَّاء ِعُرِفْ


باب همزة الوصل

وَابَدأْ بِهَمزِ الوَصلِ مِن فِعلٍ بِضَمّ # إن كانَ ثالِثٌ مِنَ الفِعل يُضَمّ

وَاكسِرهُ حَالَ الكَسرِ وَالفَتحِ وَفِي # الاسمَاءِ غَيرَ اللاَّمِ كَسرُهَا وَفِي

ابنٍ مَعَ ابنَةِ امرِئٍ وَاثنَينِ # وَامْرأةٍ وَاسمٍ مَعَ اثنَتَينِ

وَحَاذِرِ الوَقفَ بِكُلّ الحَرَكَهْ # إلا إذَا رُمتَ فَبَعضُ حَرَكَهْ

إلاَّ بِفَتحٍ أو بِنَصبٍ وَأشِمّ # إشَارَةً بِالضَّمّ فِي رَفعٍ وَضَمّ

الخاتمة


وَقَد تَقَضَّى نَظمِيَ المُقَدّمَه # مِنّي لِقَارِىءِ القُرَانِ تَقدِمَهْ

وَالحَمدُ لله لَهَا خِتَامُ # ثُمَّ الصَّلاةُ بَعدُ وَالسَّلاَمُ

عَلَى النَّبِيّ المُصطَفَى المُختَارِ # وَءَالِهِ وَصَحبِهِ الأطهَارِ

تمت بحمد الله
TohaKepriben

Previous Post Next Post